تطوير الذوق الجمالي
صارت تطالعني الكثير من مقالات التنمية البشرية تتحدث عن التطوير والتنظيم والنجاح والكثير من هذه الأمور.. بالرغم من معارضتي للعديد من الأمور التي أقرأها عند كثيرين من أصحاب هذا الميدان.. فهم كثيرًا ما يخلطون بين أسلوب معيشة الغرب وبين أسلوب معيشتنا نحن.. لا علينا دعونا من هذا الحديث “السلبي” الآن..
هناك نقطة فقط أحببت أن أشير إليها وهي الذوق الجمالي.. هل يحتاج منا إلى التطوير هو الآخر؟.. أم أنه شيء زائد؟ أيكفي أن نطور أنفسنا وننظم وقتنا؟..
الذوق الجمالي شيء مهم للغاية في حياة كل واحد منا.. فلا يستطيع أي شخص أن ينكر ذلك.. ومن يرى بأن مسألة الذوق أو تذوق الجمال ماهي إلا مسألة خاصة بالفنانين والفتيات المهووسات بكل شيء أنيق وجذاب فهو مخطئ.. ومن يتصور أو صور له بأن الجمال يتلخص فقط في اللوحات الفنية والعمارة وتلك الأمور فهو كذلك مخطئ.
عندما قلت لأحدهم حاول أن تحسن من أسلوبك في الحياة بجعل كل شيء من حولك جميلاً.. أجده يضحك مستغربًا ويقول “يا لك من فنان”.. لماذا يا عزيزي الضحك والإستغراب؟.. فبغض النظر عن ما هو قي القرآن الكريم وما يشير إلى الجمال صراحة.. فكل شيء من حولنا يصرخ بهذا.. بدءا بالمجرات والمجموعات الشمسية فالأرض فمالحيط الذي تحيا فيه.. ووصولاً إلى أصغر الكائنات الحية.. لكل شيء جماله.. حتى البشاعة لها جمالها.. فالوجه المشوه مثلاً لو دققت فيه جيدًا قد يعجبك ذلك التداخل الذي تجده فيه..
المشكلة هي مشكلة تعويد أنفسنا التعامل مع الجمال كشيء واقعي في حياتنا.. لا كشيء نتذكره مرات في السنة فقط.. في الأعياد ونحن نشتري الألبسة الجديدة أو الأعراس أو عند لقاء ما أو عند توضيب البيت أو مثل تلك الصغائر..
التنظيم نفسه جمال.. كيف هذا؟.. عندما تمسك ورقةً ما وتبدأ في تعديلها على المكتب مثلاً بأناقة ثم تبدأ في خط النقاط والمهام عليها بنظام وبتتابع.. وبعدها تمسك الورقة وتطويها بعناية ثم ترسلها في جيب قميصك بأناقة.. هذا التتابع نفسه جمال.. فليس الجمال ما يرى فقط.. وكلنا يعرف الكلمات التي تردد في الأغاني عن “جمال روح”.. ويسير الأمر إلى كل الأمور المشابهة كجمال التعامل مع الأطفال برفق والتعامل مع الحياة بصبر جميل إلى آخر الامثلة ..
الموضوع كبير جدًا.. وقد يكون مرحلة جديدة لأي واحد منا في أن ينظر للعالم بنظرة جديدة مغايرة قد تجعله يقفز عدة مراحل كان يجب عليه أن يمر بها ليطور نفسه..
الفكرة من الأخير تقول: “حاول أن تتدرب وقتما يحلو لك فالأمر لا وقت محدد له كأوامر التنمية البشرية تلك على التعامل مع/بالجمال في تفاصيل حياتك.. لا أكثر ولا أقل”