ahmedrajaa41
عدد المساهمات : 1784 تاريخ التسجيل : 23/05/2012 العمر : 33 الموقع : البصرة
| موضوع: الارتياح الى الطبيعة من معالم الشعر الاندلسي السبت مارس 23, 2013 11:49 am | |
| الارتياح إلى الطبيعة، من الموضوعات الكبرى التي سيطرت على الشعر في هذه الفترة، ومن الخطأ ان ننظر فحسب في هذا الموضوع إلى شعر المشهورين فيه كابن خفاجة من بعد، فان شيوعه في الفترة الأموية، يكاد يجعله اقرب أنواع الشعر إلى نفوس الأندلسيين، ومعرضه كتاب "الحدائق" لابن فرج، وكتاب البديع في فصل الربيع لحبيب، والارتياح بوصف الراح لابن مسلمة، وكلها كتب لم تصلنا ?ما عدا كتاب البديع- وإنما تأدى إلينا بعض ما فيها، في مقتطفات، ويلحق بها كتاب الفرائد في التشبيهات لعلي بن الحسين القرطبي فانه أيضاً حافل بصور الطبيعة في الشعر الأندلسي، وربما كان وصف الخمر والغناء أقل نزلة في هذا الشعر من وصف الطبيعة وبخاصة وصف الربيع عامة، والغيم والمطر والبرد والخمائل، والنواعير، والأزهار جملة وتفصيلا؛ ومما اكثروا من وصفه أزهار الرد والبهار والياسمين والنيلوفر. واذا ميزنا هذا النوع من الشعر بالكثرة فليس معنى هذا أننا نميزه بالجودة، فان الغرام فيه "بالصورة" قد صرف الأندلسيين عن حب الموضوع نفسه، أما الصورة فيه فأنها شبيهة بأختها المشرقية في نواحي جمودها، وحديثها عن الزهو الحي بالتشبيهات الجامدة المستمدة من الوشي والأحجار الكريمة وما أشبه من ذلك قول ابن النظام:
وقد بدت للـبـهـار ألـوية *** تعبق مسكا طلوعها عجـب رءوسهـا فـضة مـورقة *** تشرق نورا، عيونها ذهـب فهو أمير الرياض حف به * من سائر النور عسكر لجب
أو كقول ابن القوطية :
وكأنما الروض الأنيق وقد بدت *** متـلـونـات غـضة أنـواره بيضا وصفرا فاقعات، صـائغ *** لم ينـأ درهـمـه ولا دينـاره سبك الخميلة عسـجـدا ووذيلة *** لما غدت شمس الظهيرة نـاره
وربما أدى الشغف بالصورة لديهم إلى استخراج صور غريبة، كقول المصحفي في وصف سوسنة :
يا رب سوسنة قد بت ألـثـمـهـا *** وما لها غير طعم المسك من ريق مصفرة الوسط مبيض جوانبـهـا *** كأنها عاشق في حجر معـشـوق
وتزداد هذه الحيوية كلما اتصلت بفكرة زوال الورد سريعا، لاتصال ذلك بفكرة زوال الربيع وانتهاب اللذائذ، من ذلك قول الوزير أبي عثمان ابن إدريس:
أقام كرجع الطرف يشـف غـلة *** ولم يرو مشتاق الجوانح شـائقـه فما كان إلا الطيف زار مسلـمـا *** فسر ملاقيه وسـيء مـفـارقـه على الورد من إلف التصابي تحية *** وان صرمت إلف التصابي علائقه
الطبيعة في مقدمات قصائدهم مستعيضين به عن الغزل، وكيف أن إعلاءهم من شأن الورد بين الأزهار يلفت النظر حقا. وقد ذكرت من قبل كيف ان شعراء الأندلس أكثروا من القول في الأزهار في أيام عبد الملك المظفر باقتراح منه، فوصفوا الآس والريحان والنرجس والبنفسج والخيري والورد والسوسن، فقال صاعد في الخيري:
قد نعمنا في دولة المنـثـور ** ووصلنا صغيرنا بالـكـبـير وسألناه لم تضـوعـت لـيلا *** قال: فتك الشجعان بالديجور وقرنا احمراره باصـفـرار *** فعجبنا من لطف صنع القدير ما علمنا الياقوت للشم حتـى **نفحتنـا روائح الـمـنـثـور حاجب الملك لا عداك بشـير *** بفـتـوح أو قـام بـسـرور | |
|
ملاكووو
عدد المساهمات : 296 تاريخ التسجيل : 16/10/2012
| موضوع: رد: الارتياح الى الطبيعة من معالم الشعر الاندلسي الأحد مارس 24, 2013 8:33 am | |
| شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥ جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥ ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر | |
|
عبد الستار Admin
عدد المساهمات : 594 تاريخ التسجيل : 24/08/2010
| موضوع: رد: الارتياح الى الطبيعة من معالم الشعر الاندلسي الأحد مارس 24, 2013 8:41 pm | |
|
كلمات رائعه
واختيار موفق
دائما منكم الابهى
| |
|