ألعينيكِ تأنّى و خَطَرْ
يفرشُ الضّوءَ على التّلِّ القمرْ ؟
ضاحكاً للغصن ، مرتاحاً إلى
ضفّة النهرِ ، رفيقاً بالحجر
علَّ عينيكِ إذا آنستا
أثراً منه ، عرا الليلَ خَدَر
ضوؤه ، إمّا تلفّتِّ دَدٌ
و رياحينُ فُرادى و زُمَر
يغلب النّسرينُ و الفلُّ عسى
تطمئنّين إلى عطرٍ نَدَر
من تُرى أنتِ ، إذا بُحتِ بما
خبّأتْ عيناكِ من سِرّ القدر ؟
حُلْمُ أيِّ الجِنّ ؟ يا أغنيةً
عاش من وعدٍ بها سِحرُ الوتر
* * * * *
نسجُ أجفانكِ من خيط السُّهى
كلُّ جَفنٍ ظلّ دهراً يُنتظَر
و لكِ ( النَّيْسانُ ) ، ما أنتِ لهُ
هو مَلهىً منكِ أو مرمى نظر !
قبلَ ما كُوِّنْتِ في أشواقنا
سكرتْ مما سيعروها الفِكَر
قُبلةٌ في الظنّ ، حُسنٌ مغلقٌ
مُشتَهىً ضُمَّ إلى الصدر وَفَر
وقعُ عينيكِ على نجمتنا
قصّةٌ تُحكَى وبثٌّ وسَمَر
قالتا : ( ننظُرُ ) فاحلولى النّدى
و استراحَ الظلّ ، و النورُ انهمر
* * * * *
مُفردٌ لحظُكِ إن سَرّحتِهِ
طار بالأرض جناحٌ من زَهَر
و إذا هُدبُكِ جاراه المدى
راح كونٌ تِلْوَ كونٍ يُبتكَر !
.