ahmedrajaa41
عدد المساهمات : 1784 تاريخ التسجيل : 23/05/2012 العمر : 33 الموقع : البصرة
| موضوع: لصوص وجراد الأربعاء مايو 29, 2013 10:44 am | |
|
قاسم الساعدي في كتاب ( حوادث 12 قرن في بغداد ) للكاتب باقر محمد امين الورد وهو عمل توثيقي ضخم يذكر فيه انه في العام 1653 م ( تزايدت حوادث السرقة ليلا" ونهارا"أذ صار اللصوص لايخشون أحدا"واستولى الخوف والرعب على الناس فتحصنوا في بيوتهم ) (1) فيما كانت اسراب الجراد تفتك بالمحاصيل الزراعية ليصبح الجوع مصيبة أخرى حلت على رؤوسهم .... فصارت البيوت البغدادية المتلاصقة بعضها البعض تتقاسم كوابيس لها أجنحه تطير في سماء قاتمة فيسافر الخوف بهم الى افاق بعيده لم يروها تقودني الذاكرة الى رواية للكاتب الراحل عبد الرحمن منيف (النهايات ) رصد في روايته تلك الطبيعة الانسانية المتغيره حين يداهمها خطر الطبيعة ( الجفاف)ليصير الخوف جزءا من حياه المجتمع الذي تتسارع الاحداث فيه وان تعصف بعلاقاته الانسانية وتقاليده الراسخة فيصبح الناس اكثر انانيه واشد قسوة لكن تدفق الحياة الذي لا يتوقف وطبيعة المجتمع الخيره تتجاوز تلك الصعاب لتتحول ( في الذاكره الى بطوله غامضة ولا يصدق الناس انهم تحملوا ذلك ) (2( لو كانت الصعوبات هنا اقتصرت على مصاعب الطبيعة وجفوتها لهان الامر !! فنحن شعب جمهوريه الخوف المزمن المتوارث ماذا نقول ! ونحن الذين ابتلينا بشده الارتياب من حولنا ؟ هل يأتي يوم نتذكر فصول روايتنا الدامية بعد ان عبثت بوطننا مخلوقات انقرضت وعادت تلبسه لون الحداد وبتنا نرى ان الشمس مظلمة كما يقول الكاتب الفرنسي البير كامو فيصم الاخ اذنه عن صرخات استنجاد اخيه وصار البعض يتقلب برمشه عين ولا يعرفون الى من يهبون الروح لان ماجرى حقا يفوق الوصف والاحتمال فصار الصمت والانتظار رحله عسيرة في ليل كثيف وثقيل علينا وزاد من شعور الخيبة جزع من غموض المصير لزمن اصبح بلا معنى فتحصنا في بيوتنا مرة اخرى وكانت المأساة شامله ( ماساه الذين تحطموا في الحرب حتى ولو كانوا قد نجوا من قذائفها )(3) اردنا تمجيد الحياة لكن الاحساس بالفاجعة اكبر لكن رغم ماجرى نحن نعيش بطوله أسطوريه حقا" ما دمنا نسير بأرجلنا في شوارع الموت ونصافح يده كل يوم بعد 350 عاما جاء اللصوص مع الجراد .... فمتى نتذكر ان كل شي أصبح من الماضي المر ونصدق إننا تحملنا كل ذلك لكن بأسى مر
1- كتاب حوادث بغداد في 12 قرن للكاتب باقر امين الورد 2- النهايات للروائي الكبير عبد الرحمن منيف 3- لاجديد في الجبهة الغربيه للكاتب الالماني ريماك | |
|