الغيمة البيضاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


علمي ، ثقافي ، اجتماعي ، تربوي ، منوع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» علاج السحر وعلاج المشاكل الزوجية وجلب الحبيب ارجاع المطلقة وجواز العانس
الحوار بين الشرق والغرب I_icon_minitimeمن طرف زائر الإثنين أغسطس 10, 2015 5:55 am

» استضافة مجانية - استضافة كوكب التقنيه بدون اعلانات مع منشئ مواقع
الحوار بين الشرق والغرب I_icon_minitimeمن طرف زائر الأربعاء يوليو 29, 2015 10:16 am

» احلى شيء عن الابتسامة
الحوار بين الشرق والغرب I_icon_minitimeمن طرف زائر الإثنين أبريل 13, 2015 1:54 pm

» الفرق بين الشخصية اﻻيجابية والشخصية السلبيةالشخصية الإيجابية: أول ما يلفت نظرها نقاط القوة. الشخصية السلبية:أول ما يسترعي انتباهها نقاط الضعف. الشخصية الإيجابية: اهتمامها بإيجاد حلول للأزمات. الشخصية السلبية: تثير المشكلات لأنها تبحث عن النقائص والعيوب.
الحوار بين الشرق والغرب I_icon_minitimeمن طرف ahmedrajaa41 الجمعة ديسمبر 19, 2014 11:08 am

» من روائع الشعر
الحوار بين الشرق والغرب I_icon_minitimeمن طرف ahmedrajaa41 الجمعة ديسمبر 19, 2014 10:24 am

» قطوف من الحكمة
الحوار بين الشرق والغرب I_icon_minitimeمن طرف ahmedrajaa41 الأربعاء سبتمبر 24, 2014 10:50 am

» حكمة من ذهب
الحوار بين الشرق والغرب I_icon_minitimeمن طرف ahmedrajaa41 الأربعاء سبتمبر 24, 2014 9:47 am

» لنعلم اطفالنا التسامح
الحوار بين الشرق والغرب I_icon_minitimeمن طرف عبد الستار الجمعة أغسطس 08, 2014 2:35 am

» لمناسبة حلول عيد الفطر
الحوار بين الشرق والغرب I_icon_minitimeمن طرف عبد الستار الجمعة أغسطس 01, 2014 3:50 am

» وصفة لتبييض اﻻسنان
الحوار بين الشرق والغرب I_icon_minitimeمن طرف ahmedrajaa41 الخميس يوليو 24, 2014 5:37 am

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 93 بتاريخ الثلاثاء يوليو 30, 2019 4:21 am
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




مكتبة الصور
الحوار بين الشرق والغرب Empty

 

 الحوار بين الشرق والغرب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ahmedrajaa41




عدد المساهمات : 1784
تاريخ التسجيل : 23/05/2012
العمر : 33
الموقع : البصرة

الحوار بين الشرق والغرب Empty
مُساهمةموضوع: الحوار بين الشرق والغرب   الحوار بين الشرق والغرب I_icon_minitimeالخميس مارس 06, 2014 9:01 am


لقد تعددت تعاريف الثقافة بتعدد المدارس والأفراد الذين بحثوا في هذا المفهوم، بل إن شبح التعريفات ألقى بردائه على جميع الذين ينوون الكتابة عن الثقافة، ومن هنا فإننا سنقتصر على تعريف ماكس فيبر للثقافة، والتعريف الذي طوره كليفورد جيرتز ليشمل عدة ميادين أنثروبولوجية وسوسيولوجية وفلسفية. 

من هنا فإن تعريف الثقافة يختلف من حقبة إلى أخرى، ومع هذا تبقى هنالك كليات جامعة تجمع جميع تلك التعاريف، ومنها التعريف الذي قدمه كلفورد جيرتز، بعد أن قام بتطوير فرضيات ماكس فيبر الاجتماعية. 

يقول كليفورد جيرتز: (إن مفهوم الثقافة هو مفهوم سيميائي، وأنا مقتنع مع ماكس فيبر أن الإنسان هو كائن عالق في شبكة من الرموز، نسجها بنفسه حول نفسه). 

يتضح أن جيرتز هنا زحزح ميدان الثقافة من مجاله الاجتماعي والسوسيولوجي، إلى مجال آخر هو السيميائي، ولا يخفى تأثر المدارس الأنثروبولوجية بالمنهج اللساني الذي وضعه فرندياند دي سوسير، لكن ميزة هذا الانزياح هو أنه يقدم صورة تكاد تكون شاملة، وليست شمولية، للإنسان وظروف عيشه وبيئته، فداخل هذا الحد لمفهوم الثقافة، تتموضع الملابس والغناء والعادات والتقاليد، جنباً إلى جنب مع الأدب والروايات والفلسفة والميديا والمطابخ والمسرح، وبعبارة مستعارة من معجم فوكو الأركيولوجي، جميع ما يؤسس الذات الإنسانية ويجعلها تعيش اليومي الحياتي والمعيش الرتيب، خلف طبقات رملية وفكرية وثقافية وبيولوجية. 

ماذا عن الثقافة العربية؟ 
بالإضافة إلى التعريف السكولائي والبيداغوجي للثقافة في الخطاب التداولي العربي-بشقيه الإعلامي والأكاديمي- الذي يحد الثقافة بالعادات والتقاليد والنظم التي بلورها الإنسان حول نفسه، نضيف حسب التوصيف السابق، ما يتعلق بالخطابات التي أنشأها الإنسان العربي في رحلته الطويلة للبحث عن المعنى والبحث عن الحياة، والثقافة هنا هي أثر وأداة في آن، مثلها مثل اللغة، التي أنتجها الإنسان واستهلكها بعد أن أتم خلقه.
والمجال الحيوي لدراسة الإنسان العربي هو الثقافة والفكر والتراث، فهذه الميادين تبين كيف رسم العربي بريشته رؤاه للكون والوجود والآخر، وكيف كان لحواره مع الغرب بصفة خاصة، وبطبيعة عبقرية المكان التي فرضت هذا التلاحم عبر العصور، منذ الإغريق وصراعهم مع الميديين والفرس، مروراً بفتوحات الإكسندر القادم من مقدونيا، ووصولاً إلى حملات نابليون وإرساليات محمد علي باشا وجيل النهضة الأول من رفاعة رافع الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني وخير الدين التونسي، وحتى الاستعمار وجيل النهضة الثاني (طه حسين، مصطفى الرافعي، العقاد، وغيرهم)، وختاماً عند مرحلة ما بعد العولمة والفيس بوك والتويتر وغيرها من موجات التثاقف. 
فالثقافة العربية إذاً تعني ما هو أكثر من عادات وتقاليد وأطر فكرية، فهي تشمل الغناء والمسرح والفن والآثار، وتجليات الآخر في الوعي العربي، وتموضع الغرب في الميديا بوصفه باني الحداثة المعاصرة. 

العرب وإشكالية التثاقف
عندما يقال (العرب) حسب التوصيف السابق، فإنه لا يقصد عرق بذاته أو لغة بعينها، إنما يقصد طبقة معينة هي طبقة الأنتلجنسيا والفاعليين الاجتماعيين، وهذا هو المنهج في تأويل ظاهرة الحوار الثقافي والإعلامي مع الغرب، وطبيعي أننا لن نحلل جميع ما كتبه المفكرون والفاعليون الاجتماعيون أو ما صدر عنهم، فهذا شجن آخر لا دخل له في أطروحتنا، لكننا سنحاول تتبع صيرورة التفاعل الثقافي بين العالمين، الشرقي والغربي، والتفاعل العربي مع التراث، وهو ما يعرف بالتثاقف أو المثاقفة، فما هي المثاقفة؟ 
هنالك عدة محاور لدراسة التداخل الثقافي Intercultural بين الحضارات والدول، ومن هذه المحاور ما اصطلح عليه بالثقافة الأولى التي يكتسبها الإنسان في بيئته التي ولد فيها enculturation، وهنالك الثقافة الثانية التي يكتسبها المرء من بيئة أخرى غير بيئته التي ولد فيها، وهي ما تسمى acculturation.  
والتثاقف يطرح عدة إشكاليات، وهي كيف يقرأ العربي الغربي، وهل العرب متساوون في قراءة الغرب، وكيف يقرأ –بالمقابل- الغرب تراثنا وثقافتنا العربية العصرية، وما هي آليات اشتغال المخيال الجمعي في تعزيز الضوء حول نقطة معينة، كالأصولية الإسلامية مثلاً في الميديا الغربية، أو ظاهرة الاستعمار والاستشراق في الحقل التداولي العربي؟ 
والحال أن الفاعليين الاجتماعيين العرب يختلفون في رؤيتهم للغرب طبقاً لمرجعيتهم المعرفية والأيديولوجية، فهنالك مثلاً مفكرين ومثقفين عرب أقاموا في الغرب، في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، وكانت رؤيتهم تصب في تطبيق مناهج العلوم الإنسانية الحديثة على التراث والثقافة العربية المعاصرة، مثل المفكر السوري جورج طرابيشي الذي يقيم في فرنسا، والمفكر الجزائري محمد أركون الذي كان يدرس –قبل وفاته- في السوربون، وهنالك إدوارد سعيد ومحمد عابد الجابري وعبدالفتاح كليطو والطيب تيزيني وغيرهم من المفكرين، الذين أقاموا ردحاً –ليس بالقليل– في أوروبا، وأنتجوا معظم نصوصهم في الغرب، بل إن هؤلاء المفكرين والفاعليين الاجتماعيين والإعلاميين، كان خطاب كل واحد منهم يختلف حسب طريقته في التثاقف والمثاقفة، فمحمد أركون مثلاً، كتب معظم كتبه باللغة الفرنسية، وكان خطابه منصباً على ما يمكن تسميته بالنقد المزدوج: للفكر الإسلامي والفكر الغربي وعصر الأنوار بالذات، وتم تداول معظم أعمال المفكر أركون عن طريق الترجمة في الوطن العربي، بينما كتب جورج طرابيشي جميع كتبه باللغة العربية، وهو ما زال يقيم في باريس، وهذا الاختلاف في توجيه خطاب التثاقف يثري من عملية المثاقفة ويجلب لساحة الوعي العربي ما هو مغيب ومسكوت عنه، أو لا مفكر فيه بعد. 
ولأول مرة في التاريخ –الحضاري- تعصف ريح المثاقفة لتصبح مطلباً أساساً، بل رافعة للتقدم (على مثال التقدم الغربي) والنهوض وتبني منجزات الحداثة والتطور والتقانة وسائر المطالب التي تحدد مصائر الحضارة العربية، هل تبقى ناكصة وتعاني من التقادم المعرفي والفكري والثقافي والإعلامي، أم وثبة جديدة إلى الأمام؟
ولأول مرة في قانون التلاقح الحضاري، تشتد موجة التثاقف، بحيث اقتربنا من منطق الحتميات التي كانت سائدة منذ أيام هيجل، لكن الفريد في هذه الموجة هي أنها ليست من بلد واحد، متجانس ثقافياً وأثنياً ودينياً، بل من حضارة واحدة، هي الحضارة الغربية، ذات اللغة الكوزموبوليتانية (الإنجليزية)، ومن هنا فإن الخطر الذي نادى به المثقفون العرب، من طمس الهويات الخصوصية والفرعية، وحرق المراحل التاريخية، للدخول في أوقيانوس الثقافة الغربية، مما يؤدي –بحسب بعض الكتاب– إلى مزيد من التشرذم الثقافي والتخبط في مجال الإستراتيجية الثقافية العليا في الدول العربية، التي تتبنى معضمها مناهج مزيجة بين الشرق والغرب، مع غلبة الفكر التبسيطي والأسلوب السكولائي، وسطوع خطاب إعلامي وديني يميل إلى دروشة الدين وتجريف التراث والمنجزات البشرية الغربية بحكم أنها مستوردة وبضاعة دخيلة، بل نبت ليس بالعسيب الثابت، لهذا سيقتل الشخصية الإسلامية، وغيرها من الخطابات التي تروج لهذه الثقافة المفزعة وتميل إلى التفاؤل وبسط الأمور وتسطيحها، وعلى نقيض منها خطاب يدعو إلى تغريب كامل وتأسيس لغزو عربي ثقافي بما اصطلح عليه بظاهرة الاستغراب، كمحاولات حسن حنفي مثلاً، وتحويل خطاب التلاقح وقانون التثاقف والمثاقفة إلى مديح خالص للغرب وهجاء شامل للشرق.
ولنلاحظ أيضاً أن هذه الموجة التثاقفية التي تفرض نفسها علينا بقوة العلم وسلطة الفكر، ليست بأيديولوجية ولا حتى مذهب أو نظرية شاملة كالماركسية أو الوضعية المنطقية، كما أنها ليس نزعة أو تيار مُوضَوي le mode يتلاشى مع الزمن كالسارترية أو البنيوية والتفكيكية، بل إنها قبل هذا وذاك، حس مشترك أو ما يسمى بالكومن سينس common sense، ومن هنا خطورتها على المجتمعات النامية والدول المستقلة حديثاً، فهذا الخطاب التثاقفي يشبه –من الناحية الأنثروبولوجية- ما أسماه كليفورتد جيرتز بالكليات الشاملة، مثل الزواج والحرام والتابو وغيرها من المشتركات الكونية، التي تفرض نفسها على شبكة الرموز والسرديات الاجتماعية بشكل لا شعوري.
يتضح مما قلناه أننا بإزاء خطاب ينزع نحو الهيمنة الثقافية وفرض المنهج العلمي (بالمعنى الواسع للكلمة) على جميع شؤون الدراسات والفرضيات، سواء ما تعلق منها بالدرسات المتخصصة أو حتى أسلوب الحياة وطريقة التفكير والعيش، ليتحول السؤال الآن عن كيفية الخروج على النظام العالمي
إلى كيفية الدخول في هذا النظام المعقد أنثروبولجياً.
والسبيل الأوحد للدخول في هذا الأوقيانوس، الذي هو دخول في الطرائق التقنية والبحثية والعلمية والفكرية الغربية، هو مأسسة الفكر العربي، عن طريق الإثراء من مساءلة الآخر والتراث، والانطلاق من مشاريع جمعية تبحث الظواهر والإشكاليات العربية، مثل الديمقراطية والعلمانية والأمية ونسبة التعليم والحركات النسوية والأقليات ومشاكل المياه و النفط والاقتصاد، وما يتبعه من دراسة التوحيد والتعاون الجمركي ودراسة جدوى إنشاء جامعات أممية على مستوى جامعة الدول العربية، أو جامعة الدول الإسلامية، تخص الثقافة والاقتصاد ومكافحة الفساد وتفشي الأمية والأمن الغذائي والمائي، وغيرها من القضايا الملحة. 
ومن هنا فإننا نركز على جلب كل ما هو مسكوت عنه داخل بنية الخطاب العربي المعاصر، ووضعه تحت طائلة الوعي، بهدف تأسيس وعي جديد وعمل قطيعة أبستمولوجية مع التراث العربي، دون إنكار هذا التراث أو رميه –كما رماه عدد من المفكرين- في ساحة اللاعقل أو زجه في جيتو اللامعقول.

طرائق المثاقفة (المنهج وخطاب الثقافة عند النخبة)
هنالك عدة تيارات فكرية وأيديولوجية تناولها المفكرون العرب في تعاطيهم مع الآخر، وأول هذه التيارات هو التيار التغريبي الشامل، الذي حمل لواءه طه حسين، فلقد أعلن في كتابه (مستقبل الثقافة في مصر) أنه: علينا أن نصبح أوروبيين في كل شيء. 
ولئن كان التغريب المرادف للأوربة، طبقاً لمسار الحداثة التي ابتدأت مع الثورة الفرنسية وسقوط الباستيل، غير مختص فقط بالشرق الأدنى، فقد شمل أيضاً آسيا الوسطى وشرق آسيا، وصولاً إلى الهند واليابان، ورسائل السير وليام جونز وشركة الهند الشرقية البريطانية التي أسست عام 1600 تبين مدى النزعة التغريبية وجذورها في العمق من شرق آسيا، حتى وصل الأمر بالأمير هيجاشيفوشيمي يوريهيتو أن يعلن اليابان منطقة غربية ويلبس الأوسمة الأوروبية والنياشين العسكرية للقوات البريطانية. 
إلا أن ما يهمنا هنا هو منطقة الشرق الأدنى، ومقولة التأسيس التغريبي التي نطق بها طه حسين، حيث بدا وكأن المفهوم التقدمي للحضارة العربية سيدخل في التطور إن هو سار على درب التنوير الفرنسي، ولقد أعلن تبنيه التجريبي لهذا المنطلق قبل ذلك في كتابه عن الشعر الجاهلي، عن طريق تبيئة المنهج الشكي الذي أرسى دعائمه رينيه ديكارت، في كتابه (تأملات ميتافيزيقية في الفلسفة الأولى). 
غير أن النزعة التغريبية، وبعد غياب طويل يؤرخ لها، ظهرت مع المفكر السوري هاشم صالح، الذي جعل من التغريب التثاقفي منهجه في البحث، ويتضح ذلك في كتابه (الإسلام والانغلاق اللاهوتي).
ووقف في الاتجاه المعاكس تماماً للنزعة التغريبية، أنور الجندي الذي ألف كتاباً يثير عنوانه عدة تساؤلات، وهو (شبهات التغريب)، وذلك بعد أن سطر في كتابه (سقوط العلمانية) رؤيته للحوار بين الشرق والغرب، رافضاً الأخذ من الغرب أو الاعتراف له بمنجزات
 التقانة والتطور.
وتتأطر أيضاً إشكالية المنهج في قراءة التراث العربي والغربي، كدالة أخرى على التثاقف ومدى قابلية الوعي العربي على التحاور وإثراء العملية التواصلية بين الشرق والغرب، عبر اختلاف المشارب الرؤيَوية والاتجاهات الفكرية التي تنهل من مرجعيات متضاربة أحياناً، وعبر مناهج مستوردة صالحة للتبيئة والمجاوزة، ومن ثم إحداث قطيعة، بَيد أن تعدد المرجعيات الفكرية في الخطاب العربي المعاصر ساهم في زيادة إشكالية التراث وهندسته في مواقع تفكيرنا المعاصر، فالمثاقفة  enculturation تمر عبر الترجمة أولاً، وتسبقه –كشرط لازم– عملية التثاقف  acculturation، أي القراءة التراثية ومعرفة الأصول (المتصلة) وقراءة تاريخ الأفكار بتواصلية فكرية تنطلق من الخطاب الجاهلي مروراً بالنصوص المؤسسة للإسلام الأول، عبر قراءة تواصلية –لا متقطعة– 
لتاريخ الأفكار.
عقب هذه القراءة –والتي تؤدي إلى تفتيت التراث عن طريق إحيائه– حسب نظرية أمين الخولي، تأتي مرحلة المثاقفة التي تعني في بداياتها النهل من المعارف الغربية وتمحيصها في قراءة أولية، ومن ثم ترجمة ما تيسر من هذا التراث، قبل الشروع في تطبيق منهجياته التي هي بمثابة التاج لهذا الجسم المعرفي والأبستيمولوجي كما بات يقال اليوم.
إن اشكالية المنهج تتجلى في عدم قراءة التراث العربي قراءة معمقة وبتواصلية من قبل الأنتلجنسية العربية، وهذا ناتج عن عدم تحقيق هذا التراث واستخراجه من أروقة الجامعات وأقسام المخطوطات في الجامعات العالمية، ونستذكر هنا ما قاله عبد الرحمن بدوي والأب أنستانس ماري الكرملي وكوركيس عواد ويوسف زيدان وغيرهم من المشتغلين في تحقيق التراث، أن عشر هذا التراث –على أبعد حد– لم يتم التطرق له، ويعد من باب اللامفكر فيه أو المستحيل التفكير فيه حسب تعبير محمد أركون.
وتكفي نظرة –وعلى عجالة- إلى مخطوطات ابن سينا والفارابي والغزالي وترجماتها اللاتينية واليونانية والسريانية، في مكتبات العالم، مثل لايدن والأسكوريال ومكتبة جامعة إسطنبول ومعهد واشنطون للدراسات الشرقية، بالإضافة إلى مكتبة الكونجرس الأميركية، أن تبين المأزق والانتقاء المفزع والانفصال في قراءة التراث، التي تفقر بدورها من عملية المثاقفة.
وتأتي إشكالية الكتب المترجمة والتي غالباً ما تكون انتقائية ومتعددة المراجع تبعاً لتغير المشتغلين في هذا الحقل، فضلاً عن الفردية في العمل الترجمي الذي يحتاج أصلاً إلى مأسسة وعمل جمعي، فالنصوص التأسيسية للاستشراق لم تترجم، وتكفي إطلالة على مؤلفات تشارلز ليال وريتشارد بيرتون والسير وليم جيمس، وغيرهم من الآباء الأوائل للاستشراق، والذين ترجموا ونقحوا التراث العربي، مثل تحقيق المفضليات للمفضل الضبي على يد ليال، وتحقيق ألف ليلة وليلة وديوان أمرؤ القيس على يد السير وليم جيمس، بالإضافة إلى رسائله التي تقع في ستة مجلدات عن العرب وتاريخهم، ووصولاً إلى كتب الاستشراق الحديث الذي تجاوز ما بعد الكولونيالية وتدخل في مرحلة القراءات المنهجية المتعلقة بالأنثروبولجيا والسيميولجية وغيرها من المدارس، وأبرز أمثالها سوزان ستاتيكفيتش ولوكزمبريج صاحب كتاب (قراءة سريانية للقرآن) الذي أقام الدنيا وأقعدها في أوائل القرن الواحد والعشرين.  



الحوار بين الشرق والغرب 2014316581388
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحوار بين الشرق والغرب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثقافة الحوار
»  الحروب الالكترونية تغزو الشرق الاوسط
» البصرة جوهرة الخليج وبندقية الشرق
» دور التعليم في نشر ثقافة الحوار
» ثقافة الحوار ودور التعليم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الغيمة البيضاء :: منتدى الثقافة-
انتقل الى: