الغيمة البيضاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


علمي ، ثقافي ، اجتماعي ، تربوي ، منوع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» علاج السحر وعلاج المشاكل الزوجية وجلب الحبيب ارجاع المطلقة وجواز العانس
رواية تيار اللاوعي I_icon_minitimeمن طرف زائر الإثنين أغسطس 10, 2015 5:55 am

» استضافة مجانية - استضافة كوكب التقنيه بدون اعلانات مع منشئ مواقع
رواية تيار اللاوعي I_icon_minitimeمن طرف زائر الأربعاء يوليو 29, 2015 10:16 am

» احلى شيء عن الابتسامة
رواية تيار اللاوعي I_icon_minitimeمن طرف زائر الإثنين أبريل 13, 2015 1:54 pm

» الفرق بين الشخصية اﻻيجابية والشخصية السلبيةالشخصية الإيجابية: أول ما يلفت نظرها نقاط القوة. الشخصية السلبية:أول ما يسترعي انتباهها نقاط الضعف. الشخصية الإيجابية: اهتمامها بإيجاد حلول للأزمات. الشخصية السلبية: تثير المشكلات لأنها تبحث عن النقائص والعيوب.
رواية تيار اللاوعي I_icon_minitimeمن طرف ahmedrajaa41 الجمعة ديسمبر 19, 2014 11:08 am

» من روائع الشعر
رواية تيار اللاوعي I_icon_minitimeمن طرف ahmedrajaa41 الجمعة ديسمبر 19, 2014 10:24 am

» قطوف من الحكمة
رواية تيار اللاوعي I_icon_minitimeمن طرف ahmedrajaa41 الأربعاء سبتمبر 24, 2014 10:50 am

» حكمة من ذهب
رواية تيار اللاوعي I_icon_minitimeمن طرف ahmedrajaa41 الأربعاء سبتمبر 24, 2014 9:47 am

» لنعلم اطفالنا التسامح
رواية تيار اللاوعي I_icon_minitimeمن طرف عبد الستار الجمعة أغسطس 08, 2014 2:35 am

» لمناسبة حلول عيد الفطر
رواية تيار اللاوعي I_icon_minitimeمن طرف عبد الستار الجمعة أغسطس 01, 2014 3:50 am

» وصفة لتبييض اﻻسنان
رواية تيار اللاوعي I_icon_minitimeمن طرف ahmedrajaa41 الخميس يوليو 24, 2014 5:37 am

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 93 بتاريخ الثلاثاء يوليو 30, 2019 4:21 am
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




مكتبة الصور
رواية تيار اللاوعي Empty

 

 رواية تيار اللاوعي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ahmedrajaa41




عدد المساهمات : 1784
تاريخ التسجيل : 23/05/2012
العمر : 33
الموقع : البصرة

رواية تيار اللاوعي Empty
مُساهمةموضوع: رواية تيار اللاوعي   رواية تيار اللاوعي I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 23, 2012 4:16 am

روايــة القرن العشرين ( رواية تيار اللاوعي )
ظهرت هذه الرواية بين العام مع بداية القرن العشرين وبالتحديد بين عامي 1913 و 1915بظهور الجزء الأول من رواية ( الحج ) لدوروثي رتشاردسون عام 1913وهي رواية طويلة تتألف من إثنى عشر كتاباً أصدرتها على مدى أثنى عشر عاماً وانتهت منها عام 1935. وكانت رواية ( البحث عن الزمن المفقود ) لمارسيل بروست في فرنسا قد صدرت في نفس هذا التاريخ وهي أيضا من الروايات التي تعنى بالتحليل الدقيق لمشاعر الشخصيات ونوازعهم . ثم جاءت رواية جيمس جويس (صورة الفنان في شبابه ) التي صدرت عام .1916 وكانت فرجينيا وولف قد أصدرت روايتها الأولى(الرحلة الخارجية) في نفس العام غير انها لم تلجأ إلى اتخاذ هذا الأسلوب الجديد في الرواية إلا بعد ذلك في روايات (الأمواج ) التي صدرت بعد ذلك ثم في( إلى الفنار) و (مسز دالوي) التي صدرت عام 1924وفي هذه الرواية الأخيرة نرى الحياة في حالة من الخلق المستمر، في تغير دائب من لحظة إلى أخرى مثل ينبوع تمثل اللحظة واحدة من قطراته.وتحس شخصيات الرواية بالزمن باللحظة أثناء مرورها ، ويعطيها هذا الإحساس ذاته تركيبة رائعة ، فهي لاتتركب فقط من إدراك وإحساس ، وحالة الشخصية النفسية لحظة الإدراك وإنما أيضا من إدراك حس بالغ الرقة ،قد لايزيد عن كونه نصف واع،للعالم المحسوس الذي تتحرك فيه الشخصية. وفي نفس الوقت فإن اللحظة التي تجريها ترتبط ببلحظات ذات تجربة مماثلة في الماضي، بواسطة روابط التداعي.. وهنا فإن فرجينيا وولف تفعل على نطاق ضيق ما فعله بروست في "البحث عن الزمن المفقود").•. التي تعد إحدى روايات ( تيار الوعي) وحين صدرت رواية جيمس جويس ( يولسيز) 1925 ، صار هذا الإتجاه الجديد في كتابة الرواية واضحا.خاصة وأن فرجينيا وولف كانت قد ألقت قبل ذلك محاضرة بعنوان ( مستر بنت ومسز براون) على جمهور من الطلبة في جامعة كامبردج عام 1920قالت فيه "إن الطبيعة البشرية تغيرت"•. وعن حركة الفكر التي تصفها بأنها تشبه طfيعة الذات . واستشهدت برواية ((نهاية البشر)) لبتلر ومسرحيات برناردشو كدلالة أولى على هذا التغيير الذي طرأ على فكرة الإنسان نفسه .
وفي عام 1927 صدرت رواية فرجينيا وولف (إلى الفنار) وهي مثل سابقتها لاتحمل أحداثا كبيرة وإنما اتخذت من طريقة مسيل الوعي أو المناجاة الداخلية لدى الشخصيات هدفها الوحيد، وعلى القراء استنتاج الأعمال التي يؤدونها في الحياة اليومية من مناجاتهم.
ويعتبر جيمس جويس هو الأكثر موهبة وقدرة وقد نجح نجاحا باهرا في استخدام ( تيار الوعي ) في رواياته وخاصة "يوليسز".التي تجري أحداثها يوما واحدا فقط في دبلن عام 1904. وفي الرواية يجعل جويس كل حادثة تتفق مع حادثة في ملحمة"الأوديسا " لهوميروس . وبذلك فقد جاءت" محاكاة تهكمية لهوميروس يمكن اعتبارها نقدا لحياة القرن العشرين، تصويرا لما يؤول إليه البطل من انكماش في عصر من البهيمية". وكان جويس يهدف فيما يبدو إلى عرض الحياة بأكملها في يوم واحد. وهي رواية تسجيلية لمدينة دبلن وكما قيل عنها أنه لم يحدث أبدا أن أعيد خلق أي مكان بهذا التفصيل، وأعيد خلقه بتفصيلات يوم بذاته من التاريخ.وبالإضافة إلى ذلك فإن أسلوبها بالغ العظمة كما يوصف وتعد كل جملة وصفية فيها من حسن التنسيق في الكلمات ، والمعنى كأي بيت من الشعر الراقي.
كان لجويس ومن معه من كتاب الرواية في هذا الوقت أثر كبير في تحول اتجاه الرواية وخروجهامن عالمها الخارجي الذي يعتمد بصفة أساسية على السرد والوصف والتي كان بلزاك قد رسم معالمه وحددها، ، إلى التركيز على العالم الداخلي للشخصيات وتكثيف التجربة الإنسانية كما تحياها هذه الشخصيات وكما تشعر بها.
وكانت أوجه الشبه بين هؤلاء الكتاب هو أنهم حولوا اهتمامهم من العالم الخارجي إلى العالم الداخلي للشخصيات وهم في ذلك متأثرين كما يبدو بعدة عوامل منها اكتشافات فرويد في علم النفس ونظريته عن اللاشعور، وظهور فلسفة للفن بوجه عام تقوم على رفض نظرية المحاكاة، وتدعو إلى النظر إلى العامل الفني ككيان مستقل بذاته وقد عملوا بكتاباتهم على نشر هذا النوع من الروايات الذي أطلق عليه إسم رواية ( تيار الوعي) .
ويمكن تقسيم هذا الاتجاه في كتابة الرواية النفسية إلى قسمين هما: ( الرواية الذهنية) ورواية ( تيار الوعي ) .
والرواية الذهنية هي الرواية التي تعنى بمرحلة التفكير التي تدور في ذهن الشخصية كنشاط ذهني منظم، في مرحلة التفكير والكلام ، أي أن الشخصية تعبر عن ما يدور في ذهنها بطريقة تدل على القدرة على ضبط الأفكار ومن ثم التعبير عنها بالكلام ومن كتاب هذا النوع من الروايات هنري جيمس وخاصة في روايته( صورة سيدة)التي صدرت عام 1881.
أما رواية تيار الوعي فإنها تختلف عن ذلك من حيث أن النشاط الذهني يمثل الجزء الظاهر من الوعي ، فالوعي هو الكتلة التي يجب أن يهتم بها الكاتب في هذا النوع من الروايات .
والكتاب الذين نجحوا في كتابة هذا النوع من أنواع الرواية قلة يقف على رأسهم" جيمس جويس"و"دوروثي رتشاردسون" و"فرجينيا وولف"و" مارسيل بروست"و"وليم فوكنر" في روايته (الصخب والعنف) التي أصدرها1914.
وهؤلاء الكتاب يشبهون الوعي بكتلة الجليد التي ترقد تحت سطحها مناطق مجهولة هي مجال رواية ( تيار الوعي).وهم لذلك يهتمون باللحظة التي تكون فيها الشخصية في أوج وعيها ولذلك فإن الشخصية المحورية لابد أن تتميز بذكاء شديد ووعي عميق بالحياة .. وعياً يكن أن ينقله المؤلف إلى القارئ كما يمكنها من التمييز بين مختلف درجات الشعور .
ولأن رواية ( تيار الوعي ) تهتم بالتجربة الإنسانية كما تتمثل في الشعور فقد قلّت بها عمليات الربط التقليدية وإن لم تختف تماماً بل" أصبحت تعتمد على وسائل أكثر فنية وأقرب إلىً الوسائل المستخدمة في الموسيقى أو التصوير الشعري أو اللوحات الفنية مثل الاعتماد على الرمز و الصور المتكررة أو المتصلة." وأهم الأساليب المستخدمة في رواية ( تيار الوعي ) هي ( المونولوج الداخلي ) وقد سبق استخدام هذا الأسلوب لدى بعض كتاب الرواية في القرن التاسع عشر وهم أولئك الكتاب الذين كان يظهرون اهتماماً شديداً بتصوير النفس الإنسانية وظهر ذلك واضحاً في بعض أعمال " دوستويفكي " و " هنري جيمس " وغيرهم وكان الكتاب وقتها يلجأون إلى استخدام طريقة النجوى ( حديث النفس ) للكشف عن بواطن الشخصية التي لا تستطيع الإفصاح عنها ، ولا يمكن للآخرين معرفتها .
لم تعدالرواية الجديدة فإنها لم تعد تخضع للزمن الخارجي المحدد بالساعات و التقاويم الزمنية بل أصبحت تخضع للزمن الداخلي ، للزمن الذاتي ( الإنساني ) عن طريق الاستعانة بالحوار الداخلي ،وبما يسمى (تيار الوعي ) وهو ذلك التكنيك الذي يركز على ما يدور داخل الشخصية من أفكار وخواطر ومشاعر تتوارد دون تنظيم أو ترابط منطقي في منطقة الوعي القريبة من اللاشعور .

وكانت هذه الروايات التي تعتمد على نجوى النفس تسير على طريقة السرد الروائي . وهذه النجوى الداخلية تأتي توضيحاً لأمور لا يمكن إيضاحها عن طريق السرد التقليدي . كما أن هذه النجوى كانت تقفز إلى ذهن الشخصية بعد أن يكون انفعالها قد تبلور في أفكار منظمة ، أما في رواية ( تيار الوعي ) فإن " المونولوج الداخلي " يقدم لنا انسياب الوعي وتدفقه أثناء انسيابه بطريقة لاشعورية وتلقائية وقبل اتخاذ أي قرار أو أفكار خاصة . وهكذا فإن الشعور الداخلي هو المحرك الرئيسي للإنسان . وعالم رواية تيار الوعي ليس عالماً خارخياً وإنما هو عالم غير مرئي تقع الأحداث فيه داخل ذهن الشخصية المحورية .
وعن هذا الموضوع تقول " فرجينيا وولف " في محاضرة لها ألقتها عام 1920
( لنسجل الذرات وقت سقوطها على الذهن بالترتيب الذي سقطت به ) وهي بذلك تقصد أي يعمل الكاتب على تسجيل الأفكار الداخلية التي تشبه الذرات التي تتساقط على الذهن أي الأفكار والمشاعر المنسابة داخل الوعي دون ترابط أو تخطيط .
ولتعريف المونولوج الداخلي كأسلوب فني مستخدم في الرواية نقول عنه ( إن الهدف منه هو تقديم المحتوى الداخلي أو النفسي للشخصية والعمليات النفسية التي تتم داخل هذه الشخصية بصورة كلية أو جزئية في نفس اللحظة التي توجد فيها هذه العمليات النفسية في مستويات الوعي المختلفة وقبل أن تتشكل للتعبير عنها بالكلام على نحو مقصود )•
والمونولوج الداخلي ينقسم إلى نوعين هما " المونولوج الداخلي المباشر " و " المونولوج الداخلي غير المباشر " وفي الأول يتم استخدام ضمير المتكلم ويقدم للقارئ بشكل يوحي بتداعي الأفكار بصورة غير مرتبة أما الثاني فيستخدم فيه ضمير المخاطب أو الغائب وكان يستخدم في بعض روايات القرن التاسع عشر كما سبق للكشف عن بعض خفايا الشخصية ومشاكلها الداخلية .
وفي النوع المباشر من " المونولوج الداخلي " الذي يستخدم فيه ضمير المتكلم فقد كان يستخدم لدى كتاب القرن التاسع عشر كما سبق للكشف عن بعض خفايا الشخصية ومشاكلها الداخلية ومنهم ديستويفسكي والمونولوج هنا يستخدم في الحالات التي لايوجد فيها أحد مع الشخصي المتكلمة أي شخصية أخرى يفترض أنها تتلقى. وهو بهذا يشبه إلى حد كبير المناجاة لولا اختلاف جوهري بينهما فالمناجاة تقدم معلومات بطريقة غير مباشرة، بينما لايقدم المونولوج المبشر أية معلومات لأنه غير مترابط ، والأفكار فيه متقطعة ، وقد يتدخل المؤلف في هذا النوع من المونولوج أن ولكنه لايظهر بشكل واضح إلا في حالات الشخصية المعقدة نفسيا ، أو في حالات تصوير طبقات عميقة من الشعور تستدعي بالشرح.
وفي النوع غير المباشر من " المونولوج الداخلي " يتواري المؤلف خلف شخصياته ويقدم للقارئ ما يتصور أنه وعي شخصياته وذلك من خلال قدرته الذهنية الخاصة وقدرته على التحليل والنفاذ إلى أعماق النفس البشرية التي يصف مشاعرها وأفكارها ولهذا فالكاتب لابد أن يكون على درجة كبيرة من الثقافة والوعي والقدرة على التقاط المشاعر الإنسانية الدقيقة وهذا النوع من المونولوج يكشف ثقافته ومقدرته الذهنية الخاصة ومقدرتهالتحليلية ولذلك تتطلب روايات( تيار الوعي) أن ينمتع القارئ أيضا بذاكرة قوية ليربط بين المعلومات التي تعطى له على مراحل ، كلما اقتضى الموقف النفسي ذلك فكثيرا ما تبدأ الرواية من نقطةما ، لكن المؤلف يتقدم ويتأخر بإعطاء المعلومات عن شخصياته في رقعة زمنية كبيرة)
وروايات( تيار الوعي) هي روايات تكنيك ،والتكنيك الذي تقوم عليه بصفة رئيسية هو استخدام ( المونولوج الداخلي ) والوصف والرمز والاستفادة من جميع وسائل التأثير غير المباشر مثل التركيبات الموسيقية والرؤى التشكيلية وغيرها .
والرمز يعبر في هذه الرواية عن الحالات الذهنية القائمة على التصورات الغامضة التي تسقط عن الوعي وتجري فيه ولا يمكن التعبير عنه يطرق التعبير المباشر ، لأن عملية التداعي الذهنية لا تسير وفق تسلسل منطقي مرتب ، ولكنها لحظات سريعة وطارئة تتمثل على هيئة أفكار متتالية أو صور كثيرة لا يمكن السيطرة عليها أو إيقاف تدفقها لأنها بعيدة عن سيطرة العقل الواعي فهي تتم بصورة ناقصة أو مبهمة ولا تخضع لمقاييس العقل والمنطق . ولذلك يكون التعبير الرمزي الإيجابي معادلاً مكافئاً لها لأن الرمز يتمتع بقدرة هائلة على الإيحاء أو التلميح دون التصريح .
وقد أثر ظهور السينما على تكنيك رواية ( ظهور الوعي ) إذ ساعد ذلك في تصوير المكان وتصوير الشخصيات من الخارج ،ووجه الكتاب إلى كيفية التحكم في عملية تيار الوعي باستخدام وسائل التكنيك السينمائي ( المونتاج ، واللقطة المزدوجة ، والعرض البطيء والسريع ، والقطع المفاجئ واللقطات القريبة ( بانوراما ) والرجوع إلى الزمن الماضي فلاش باك ).
والهدف من استخدام هذه المؤثرات هو إظهار توارد الخواطر والأفكار وارتباط بعضها ببعض عن طريق توارد المناظر المختلفة بسرعة ،الواحد تلو الأخر ، وهي نفس الغاية لدى كتاب رواية الوعي .
كما تأثر اتجاه تيار الوعي بالموسيقى وذلك من حيث سرعة الإيقاع الذي يوازي التداعي السريع للأفكار في الذهن و الهارموني وهو ما يحدد تعدد الأفكار في الذهن وتقابل الألحان ويظهر في التعبير في الأمزجة والإيحاء الذي ينجم عن طريق العناية بالجمل من حيث الشكل والصوت .
أما تأثير الفن التشكيلي فيظهر في قدرته على تجميد اللحظة الآتية أو الزمن وامتزاج الألوان وانسجامها بين النقط التي تمثل اللوحة ولا تبدو بوضوح إلا إذا تأملها المشاهد عن بعد ليتمكن من استيعاب العلاقة بين الألوان وهو ما يقترب من الوصف الدقيق لما قد يبدو تافهاً في شطحات الفكر وتداعي المعاني الحر .
ومن الملاحظ بصفة عامة أن السمة المشتركة بين كتاب تيار الوعي هو ابتعادهم عن القص والسرد المباشر ،( فالرواية عادة تبدأ من نقطة معينة ، قد تكون هي قمة الإنفعال ، وقد تكون لحظة شديدة الهدوء في الظاهر ، ثم يستخدم الكاتب وسائله في الرجوع إلى الخلف ، والتقدم إلى الأمام ، ويظل القاريء في حالة من الإنفعال حتى ينتهي من قراءة العمل ، فيحاول إعادة ترتيبه في ذهنه إذا أراد أن يعرف " الحكاية " التي أصبحت غير موجودة، أو غير موجودة بالشكل التقليدي المألوف)
وقد تأثر بعض الروائيين العرب بهذا التيار الجديد في كتابة الرواية واستخدموه في كتابة رواياتهم ومنهم " نجيب محفوظ " في رواية ( اللص والكلاب ) و " جبرا إبراهيم جبرا " في روايته ( البحث عن وليد مسعود ) وكذلك " الطيب الصالح " في روايته ( عرس الزين ) .
وتشترك هذه الأعمال في ملامحها التي تتفق مع فكرة استخدام " تيار الوعي " (حيث يسيطر عليها تقنات هذا النوع من روايات " تيار الوعي " وهي استخدام المونولوج الداخلي المباشر ، والمونولوج الداخلي غير المباشر ، وتقنية الرجوع إلى الزمن الماضي ثم العودة إلى مرة أخرى إلى الحاضر بحيث يجد القارئ العادي صعوبة في متابعة الأحداث كذلك اللجوء إلى استخدام الرمز أو الصورة ذات الإيحاء الخاص وتكرار لازمة معينة لها دلالتها ومعناها الإيحائي ، كذلك استخدام النبط العادي والنبط الأسود للتفرقة بين السرد وما يدور في وعي الشخصية . واستخدام الأقواس للتعبير عمّا يجول داخل الشخصية أثناء الحوار حتى لا يدخل الحوار مع ما يجول داخل الشخصية ، واستخدام الجمل القصيرة ،والإيقاع السريع المتتابع ).
.ورغم تأثير رواية (تيار الوعي ) على الروائيين العرب فإن مظاهر التأثر بهذا التيار الروائي غالبا ماتكون غير كاملة ،أو بعيدة عما هو سائد في رواية "تيار الوعي" و قد يحدث في بعض هذه الروايات أن تتضمن الرواية فصولا تقليدية، وفصولا أخرى تسير على نحو مشابه لرواية تيار الوعي، كما أن السرد المباشر لايزال سائدا رغم اللجوء إلى طريقة تيار الوعي، أو استخدام وسيلة( الإستنارة ) في السرد بمعنى أن تقوم شخصيات مختلفة بوصف الشخصية المحورية وإعطاء بعض التفاصيل عنها ، وهي طريقة معروفة في الرواية الغربية، واعتمدها هنري جيمس في كثير من رواياته. وهو ما لجأ إليه الطيب صالح في روايته (عرس الزين) حيث تتم الرواية عن طريق عمليات تدعى(الإستنارة )، حيث استعان بمجموعة من الشخصيات للإدلاء بأراءهم وملاحظاتهم عن الشخصية الرئيسية في الرواية( ووسيلتها تقطيع الحدث واستخدام المونتاج)•.
وتعد رواية " نجيب محفوظ " ( اللص والكلاب ) أول رواية عربية سارت على هذا النمط الروائي الجديد ففيها اللازمة التي تتكرر في كثير من المواقف ، وسرعة الإيقاع ، والجمل الموجزة القاطعة ، واستخدام الكلمات الموحية التي تؤدي إلى تداعي المعاني .
كما استخدم فيها الكاتب الرموز والدلالات الموحية واتبع أسلوب التداعي وأنماط متعددة من المونولوج الداخلي واختار مكاناً واحداً للرواية يستعيض الكاتب بوحدته عن غيبة وحدةالموضوع بالإضافة إلى استخدام بعض المؤثرات الموسيقية والتاريخية . وتعتبر لذلك من أكثر روايات "نجيب محفوظ " تعقيداً لما تحتويه من الاستعارات والتراكيب المجازية فضلاً عن ما سبق ذكره من عوامل غريبة على القارئ العربي خاصة في وقت
ظهورها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية تيار اللاوعي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» برمجة اللاوعي الجمعي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الغيمة البيضاء :: الادب-
انتقل الى: