[size=18]من شعر أبو العتاهيه
لمـن نبنـى ونـحـن إلــى تــرابِ
نصيـر كمـا خلقـنـا مــن تــرابِ
ألا يـا مـوت ! لـم أر مـنـك بــدا
أتيـت ومـا تحيـف ومـا تحـابـى
كأنـك قـد هجمـت علـى مشيبـى
كما هجم المشيب علـى شبابـى
أيــا دنـيـاى ! مـالـى لا أرانـــى
أسـومــك مـنــزلا إلا نـبــا بـــى
ألا وأراك تـبـدل ، يـــا زمـانــى
لـى الدنيـا وتـسـرع باستـلابـى
وإنـك يـا زمـان لــذو صــروف
وإنـك يــا زمــان لــذو انـقـلابِ
فمالى لست أحلـب منـك شطـرا
فأحـمـد مـنـك عاقـبـة الـحــلابِ
ومــالــى لا ألـــــح عـلــيــك إلا
بعثـت الهـم لـى مـن كــل بــابِ
أراك وإن طـلـبـت بـكــل وجـــه
كحلـم النـوم أو ظــل السـحـابِ
أو الأمــس الــذى ولّــى ذهـابـأ
وليـس يعـود أو لمـع الـسـرابِ
وهـذا الخلـق منـك علـى وفــاء
وأرجلهـم جميعـا فــى الـركـابِ
وموعـد كـل ذى عـمـل وسـعـى
بـمـا أســدى غــدا دار الـثــوابِ
تقـلـدت العـظـام مـــن الـبـرايـا
كأنـى قــد أمـنـت مــن العـقـابِ
ومهما دمت فى الدنيـا حريصـا
فـإنـى لا أفـيـق إلــى الـصــوابِ
سأسـأل عـن أمـور كنـت فيـهـا
فمـا عـذرى هنـاك ومـا جوابـى
بـأيّــة حـجــة أحـتــج يـــوم ال
ـحساب، إذا دعيت إلى الحسابِ
هما أمـران يوضـح عنهمـا لـى
كتابـى حيـن أنظـر فــى كتـابـىِ
فـإمّــا أن أخــلّــد فــــى نـعـيــم
وإمّـــا أن أخـلّــد فـــى عــــذابِ [/size]