جوبي مسافات السنين وجـددي *** عهد الفدا في عمـر كل موحـد
شدي يدي إلى يديك وعاهـدي *** قومي على دحر الدخيل المعتـدي
يا هجرة العـزم المصمـم طاويًا *** وجـه الظلام الغرّ يبحث عن غد
يا هجـرة النفس الأبية من نقـا *** ئصها إلى قمم الكمال الأحمـدي
يا هجرة الإيمان والإخلاص والـ *** إصرار في أبهـى وأروع مشهـد
يا هجرة المختار مـن أم القـرى *** مـن كيد كل مهـرج متوعـد
وتألقـي فـوق الزمـان منـارة *** تهدي الحيارى من شعوب (محمد)
حقـد الضلال فقام يحكم كيـده *** وبغى ودبـر في النهـار الأنكـد
ومضى يسوق الموت كل مكابـر *** ويقـود ركب الشـر كل معربـد
وأتوا إلى بيت الأميـن فلن تـرى *** إلا يـدي غـدر.. وغـدر مهنـد
وتواثبت حقب الزمـان وطوقت *** بيـت النبي تـرد عنـه وتفتـدي
فـي ليلـة أرقـت وفزَّع قلبَهـا *** سفـهٌ تجـرأ سيـفه لـم يغمـد
لبس البغـاة الليل ثـوب خيانـة *** تودي بعمـر الناسـك المتعبــد
خرج الرسول تحوطه عيـن العنـا *** ية والرعاية في حجـاب سرمـدي
خرج الحبيب فلـم يروا أثرًا لـه *** ومضـى قـوي العزم غلاّب اليـد
أعمى بصائرهم وأخـرس حمقهم *** نـور النبـي وهيبـة المتهجــد
يا غـار ثورته على كـل البقـا *** ع وفَزْ بذكـر في الكتـاب مخلَّـد
حضن من الإعجـاز أعلى ركنـه *** الجبار ما أعلتـه كـف مشيــد
الصـدق والصِّدِّيـق فيـه وربنـا *** سبحـان ربـي الواحـد المتفـرد
هيهـات أن يصـل النبي وصحبـه *** في الغـار كيـد الهاجـم المتمـرد
جاءوه شاكيـن السـلاح وأدبروا *** بـددًا كـذرَّات الثـرى المتبـدد
من ذلك الساري وفي عينيـه أحـ *** ـلام الحياة ترفُّ كالزهـر الندي؟
من ذلك الساعي تبـارك سعيـه *** آمالـه الكبـرى ونيـل المقصـد؟
من ذلك الماشي وفـوق جبينـه *** ضاء الوجـود العبقـري المهتـدي؟
هـذا النبـي مهاجـرًا للـه عُدَّ *** ته بغيـر الحــق لـم يتــزود!
وهناك فـي يـوم تنفس فجـره *** عطرًا كسـاه المجـد حلـة سـؤدد
طلع النبـي فكان شمـس هدايـة *** يا أرض (طيبـة) عظِّيمـه ومجِّـدي
صولي به.. صوني به شرف الحيـا *** ة المستباح.. بيومـه الغالي اسعـدي
اليـوم موعـدنا مـع التاريـخ يا *** دنيـا لباريك المهيمـن فاسجـدي