الغيمة البيضاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


علمي ، ثقافي ، اجتماعي ، تربوي ، منوع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» علاج السحر وعلاج المشاكل الزوجية وجلب الحبيب ارجاع المطلقة وجواز العانس
الرواية التي قتلت جورج اورويل I_icon_minitimeمن طرف زائر الإثنين أغسطس 10, 2015 5:55 am

» استضافة مجانية - استضافة كوكب التقنيه بدون اعلانات مع منشئ مواقع
الرواية التي قتلت جورج اورويل I_icon_minitimeمن طرف زائر الأربعاء يوليو 29, 2015 10:16 am

» احلى شيء عن الابتسامة
الرواية التي قتلت جورج اورويل I_icon_minitimeمن طرف زائر الإثنين أبريل 13, 2015 1:54 pm

» الفرق بين الشخصية اﻻيجابية والشخصية السلبيةالشخصية الإيجابية: أول ما يلفت نظرها نقاط القوة. الشخصية السلبية:أول ما يسترعي انتباهها نقاط الضعف. الشخصية الإيجابية: اهتمامها بإيجاد حلول للأزمات. الشخصية السلبية: تثير المشكلات لأنها تبحث عن النقائص والعيوب.
الرواية التي قتلت جورج اورويل I_icon_minitimeمن طرف ahmedrajaa41 الجمعة ديسمبر 19, 2014 11:08 am

» من روائع الشعر
الرواية التي قتلت جورج اورويل I_icon_minitimeمن طرف ahmedrajaa41 الجمعة ديسمبر 19, 2014 10:24 am

» قطوف من الحكمة
الرواية التي قتلت جورج اورويل I_icon_minitimeمن طرف ahmedrajaa41 الأربعاء سبتمبر 24, 2014 10:50 am

» حكمة من ذهب
الرواية التي قتلت جورج اورويل I_icon_minitimeمن طرف ahmedrajaa41 الأربعاء سبتمبر 24, 2014 9:47 am

» لنعلم اطفالنا التسامح
الرواية التي قتلت جورج اورويل I_icon_minitimeمن طرف عبد الستار الجمعة أغسطس 08, 2014 2:35 am

» لمناسبة حلول عيد الفطر
الرواية التي قتلت جورج اورويل I_icon_minitimeمن طرف عبد الستار الجمعة أغسطس 01, 2014 3:50 am

» وصفة لتبييض اﻻسنان
الرواية التي قتلت جورج اورويل I_icon_minitimeمن طرف ahmedrajaa41 الخميس يوليو 24, 2014 5:37 am

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 93 بتاريخ الثلاثاء يوليو 30, 2019 4:21 am
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




مكتبة الصور
الرواية التي قتلت جورج اورويل Empty

 

 الرواية التي قتلت جورج اورويل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ahmedrajaa41




عدد المساهمات : 1784
تاريخ التسجيل : 23/05/2012
العمر : 33
الموقع : البصرة

الرواية التي قتلت جورج اورويل Empty
مُساهمةموضوع: الرواية التي قتلت جورج اورويل   الرواية التي قتلت جورج اورويل I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 09, 2014 12:12 pm

لوقائع الغريبة وراء كتابة رواية‮ ‬1984
الرواية التي قتلت جورج أورويل
الرواية التي قتلت جورج اورويل Images5h6f5tsx
 
مرفت عمارة
 
 
حكايات كثيرة تناثرت حول الجو العام الذي أحاط بجورج خلال كتابه تحفته الأدبية‮ ‬1984،‮  ‬كل ما نعرفه أنه‮  ‬في سنة‮ ‬1946‮  ‬قدم الكاتب ديفيد أستور بيت المزرعة الخاص به و الواقع في منطقة نائية،علي سبيل الإستعارة للإنتهاء من تأليف روايته الجديدة التي أصبحت فيما بعد إحدي أهم روايات القرن العشرين،‮ ‬إلا أن روبرت مكرم لديه قصة مقنعة حول الإقامة المعذبة لأورويل علي تلك الجزيرة،‮ ‬ومشارفته علي الموت بسبب معاناته مع شياطين إبداعه التي تكالبت عليه في سباق محموم من أجل الإنتهاء منها في أسرع وقت ممكن‮.‬
كتب في الجارديان‮: "‬في أحد الأيام المشرقة خلال شهر إبريل،‮ ‬وبينما دقات الساعة تعلن الواحدة ظهرا‮"‬،‮ ‬تلك كانت الجملة الأولي في الرواية التي كتبها أورويل منذ ستين عاما،‮ ‬كانت تبدو وقتها طبيعية ومقنعة أكثر من أي وقت مضي،‮ ‬لكن عندما نري النسخة الأولية المكتوبة من الرواية نكتشف شيئا آخر،‮ ‬أنها لاتحمل نفس ذلك الرنين الواضح للكلمات،‮ ‬تميل أكثر نحو الهوس بإعادة الكتابة،‮ ‬بأحبار مختلفة بما‮ ‬ينم عن إضطراب‮ ‬غير عادي وراء تكوينها‮.‬
ربما تكون‮ "‬1984‮" ‬هي الرواية الحاسمة للقرن العشرين،‮ ‬القصة التي تبقي في الأذهان للأبد،‮ ‬وتظل معاصرة،‮ ‬بتعبيراتها الدارجة من أمثال‮: "‬الأخ الأكبر‮"‬،‮ "‬الازدواجية الفكرية‮"‬،‮ " ‬الشعارات‮" ‬وكلها وردت في الرواية ولايزال‮ ‬يتم تداولها حتي وقتنا الحالي في جميع أنحاء العالم،‮ ‬حيث ترجمت رواية‮"‬1984‮" ‬إلي أكثر من‮ ‬65‮ ‬لغة وباعت ملايين النسخ عبر أنحاء العالم،‮ ‬مانحة جورج أورويل مكانة فريدة في عالم الأدب‮.‬
الأورويلية تعد الآن اختصاراً‮ ‬عالميا لأي شيء قمعي أو شمولي،‮ ‬وحكاية وينستون سميث هي قصة رجل لكل العصور،‮ ‬يتردد صداها لدي القراء ممن مخاوفهم حول المستقبل تختلف كثيرا عن هؤلاء الأدباء الإنجليز المنتمين لمنتصف أربعينيات القرن الماضي‮.‬
 
الظروف المحيطة بكتابة‮ "‬1984‮"  ‬صنعت سردا مسكونا ساعد علي تفسير كآبة الواقع المرير لأورويل،‮ ‬وعلي تفسير وجود كاتب انجليزي مريض ميئوس من شفائه،‮ ‬يتصارع وحده مع شياطين خياله في مكان اسكتلندي معزول وكئيب،‮ ‬في أعقاب دمار ما بعد الحرب العالمية الثانية‮. ‬فكرة‮ "‬1984‮" ‬هي إسقاط علي حالة‮" ‬آخر رجل في أوروبا‮"‬،‮ ‬واصطنعها أورويل داخل عقله منذ الحرب الأهلية الأسبانية‮. ‬قد‮ ‬يكون الشكل النهائي لروايته التي تدين بشيء للخيال البائس لفيجيني زامياتين‮ (‬كاتب روسي عاش في المنفي له رواية تحمل إسم‮ ‬1923‮ ‬حظرتها الرقابة السوفيتية وتم تهريبها لترجمتها للغرب‮) ‬قد بدأ‮ ‬يكتسب خلال سنة‮ ‬1943‮-‬1944،‮ ‬في الفترة التي تبنيا هو وزوجته ابنهما الوحيد ريتشارد‮. ‬أورويل نفسه زعم استلهامه جزئيا لها من إجتماع قادة الحلفاء في مؤتمر طهران سنة‮ ‬1944،‮ ‬حينها كتب ايزاك ويتشر زميله في‮ "‬الأوبزرفر‮" ‬تقريرا قال فيه أن أورويل كان مقتنعا أن ستالين وتشرشل وروزفلت قد تآمروا وهم في كامل وعيهم علي تقسيم العالم‮.‬
 
وقد عمل أورويل لدي الأوبزرفر التي كان‮ ‬يمتلكها ديفيد أستور منذ سنة‮ ‬1942،‮ ‬بدأ أولا بكتابة عروض الكتب ثم كمراسل في وقت لاحق،‮ ‬حيث كان رئيس تحريرها‮ ‬يكن إعجابا شديدا باستقامته المطلقة وأمانته،‮ ‬وصدقه ولباقته،‮ ‬وظل رئيسا له طوال الأربعينات من القرن العشرين وكان لصداقتهما أهمية بالغة في كتابة رواية‮ ‬1984‭.‬
 
ارتباطه بالأوبزرفر كان دعما لموهبته الأدبية حيث أنجز كتابته رواية‮ "‬مزرعة الحيوانات‮" ‬مع اقتراب الحرب من نهايتها،‮ ‬كما ساهم التفاعل المثمر بين الأدب الخيالي والعمل كصحفي في‮ "‬الصنداي‮" ‬في تأليفه أكثر رواياته تعقيدا وقتامة،‮ ‬التي ظلت تداعب خياله بعد الإحتفال بتلك الحكاية الخيالية،‮ ‬بدا ذلك واضحا عقب الإحتفال بالحكاية الخرافية من مراجعاته للكتب المنشورة في الأوبزرفر التي ظهر من خلالها افتتانه بالعلاقة بين الأخلاق واللغة‮.‬
 
وظهرت إنعكاسات أخري علي أعماله بعد فترة وجيزة من تبنيه ريتشارد‮. ‬كانت شقته قد جري تدميرها فأصبح جو الرعب العشوائي سمة سائدة في الحياة اليومية للندن في زمن الحرب،‮ ‬وهو ما كان مكملا للجو العام للرواية مما أدي لتقدمه في كتابتها،‮ ‬ولكن القادم كان أسوأ،‮ ‬ففي مارس‮ ‬1945،‮ ‬وبينما كان في مهمة رسمية للأوبزرفر في أوروبا،‮ ‬تلقي نبأ وفاة زوجته‮ " ‬إيلين‮" ‬بسبب التخدير خلال خضوعها لعملية جراحية روتينية،‮ ‬وفجأة وجد نفسه أرمل وعائلاً‮ ‬وحيداً‮ ‬لإبنه،‮ ‬يعيشان حياة رثة في مساكن إيسلنجتون،‮ ‬فانخرط في العمل بدأب علي رأب صدع الندم والحزن علي وفاة زوجته‮. ‬في عام‮ ‬1945‮ ‬علي سبيل المثال كتب أكثر من مائة وعشرة آلاف كلمة لمختلف الصحف،‮ ‬منها‮ ‬15‮ ‬عرض كتب للأوبزرفر‮.‬
 
علي بعد سبعة أميال،‮ ‬عرض أستور علي أورويل قضاء عطلة به،‮ ‬وفي حوار نشر بالأوبزرفر الشهر الحالي قال ريتشارد بلير إبن أورويل انه‮ ‬يعتقد أن استور اندهش من استجابة أورويل بحماس لتلك الدعوة‮.‬
 
في مايو‮ ‬1946‮ ‬كان لايزال علي أورويل جمع شتات ما تبقي من حياته المحطمة فاستقل القطار في رحلة طويلة وشاقة إلي‮ "‬جورا‮"‬،‮ ‬قائلا لصديقه آرثر كوستلر انه استعد كأنه‮ ‬يقوم بتخزين سفينة في رحلة إلي القطب الشمالي،‮ ‬كانت حقا رحلة محفوفة بالمخاطر،‮ ‬فلم‮ ‬يكن أورويل في صحة جيدة،‮ ‬وشتاء‮ ‬1946‮-‬1947‮ ‬كان أحد أبرد شتاءات القرن،‮ ‬خلال فترة ما بعد الحرب في بريطانيا والتي كانت أكثر كآبة من زمن الحرب نفسها،‮ ‬علاوة علي أنه كان‮ ‬يعاني دائما من رئة سيئة،‮ ‬لكنه علي الأقل سوف‮ ‬يبتعد عن جو‮ ‬
الإثارة الأدبية في لندن‮ ‬،‮ ‬ويصبح حرا في التعامل مع الرواية الجديدة دون أي ارتباط آخر،‮ ‬أو علي حد تعبيره‮ "‬مختنقا بالصحافة‮"‬،‮ ‬أو كما قال لأحد أصدقائه‮: " ‬أصبحت أكثر فأكثر مثل برتقالة ممصوصة‮".‬
من المفارقات أن جزءاً‮ ‬من الصعوبات التي واجهت أورويل تلك الناتجة عن نجاح‮ "‬مزرعة الحيوانات‮"‬،‮ ‬بعد سنوات من الإهمال واللامبالاة في عالم استيقظ فجأة علي عبقريته،‮ ‬حيث قال شاكيا لكوستنر‮:" ‬انهم‮ ‬يتكالبون عليّ‮ ‬ويريدون مني إلقاء محاضرة،‮ ‬وتفويضي لكتابة كتيبات،‮ ‬والإنضمام إلي هذا وذاك،‮...‬الخ،‮ ‬ليس لديك فكرة كيف أشتت الجميع،‮ ‬وأطالب بمنحي وقتا لإعادة التفكير‮".‬
في‮ "‬جورا‮" ‬كان عليه التحرر من تلك الانشغالات،‮ ‬إلا أن الإتفاق معه علي حرية الإبداع فوق جزيرة تقع في هيريدز لم‮ ‬يكن بلا مقابل،‮ ‬كان عليه أن‮ ‬يدفع الثمن،‮ ‬فقبل عدة سنوات في مقال كتبه تحت عنوان‮ "‬لماذا أكتب‮"‬،‮ ‬وصف المعاناة في سبيل استكمال كتاب بقوله‮:" ‬تأليف كتاب شيء رهيب،‮ ‬يستنفد قواك،‮ ‬مثل نوبة مرضية مؤلمة،‮ ‬لايمكن للمرء تحمل ذلك الشيء،‮ ‬إذا لم‮ ‬يكن مدفوعا من شيطان‮ ‬غير قادر علي مقاومته أو حتي فهمه،‮ ‬وليعرف الجميع أن ذلك الشيطان ما هو إلا نفس الغريزة التي تدفع الطفل للصراخ لجذب الإنتباه،‮ ‬ومع ذلك‮  ‬الحقيقة أن المرء لا‮ ‬يمكنه كتابة شيء قابل للقراءة مالم‮ ‬يناضل باستمرار لطمس شخصيته‮".‬
 
بداية من ربيع‮ ‬1947‮ ‬حتي وفاته سنة‮ ‬1950‮ ‬كان علي أورويل إعادة تصوير جميع جوانب ذلك الصراع بأشد الطرق التي‮ ‬يمكن تخيلها إيلاما،‮ ‬خاصة،‮ ‬ربما،‮ ‬يكون قد أدرك التداخل بين النظرية والممارسة،‮ ‬فكان‮ ‬ينجح دائما في إيلام نفسه عند الشدائد‮.‬
 
في البداية،‮ ‬بعد،‮ ‬شتاء لايطاق،‮  ‬مستمتعا بالعزلة وجمال الطبيعة في جورا كتب لوكيله الأدبي‮: "‬أعاني مع ذلك الكتاب،‮ ‬الذي قد انتهي منه بحلول نهاية العام،‮ ‬علي أيه حال سوف‮ ‬يقصم ظهري خلال ذلك الوقت،‮ ‬طالما أحافظ علي صحتي،‮ ‬وأقاطع العمل الصحفي حتي الخريف‮".‬
تطل بارفيل علي البحر عبر ممر مليء بالحفر،‮ ‬وهي ليست متسعة،‮ ‬تحتوي أربع‮ ‬غرف نوم صغيرة‮  ‬فوق مطبخ كبير،‮ ‬الحياة هناك بسيطة وتكاد تكون بدائية،‮ ‬مع عدم وجود كهرباء كان اورويل‮ ‬يستخدم موقد‮ ‬غاز للطهي وتسخين الماء،‮ ‬ومصابيح مزودة بشمع البرافين،‮ ‬ووقود آخر للإضاءة في المساء،‮ ‬كان لايزال مدخنا بشراهة‮  ‬للسجائر الملفوفة‮ ‬يدويا،‮ ‬الضباب‮ ‬يخترق المنزل مما‮ ‬يشعر بالراحة،‮ ‬إلا أنه‮ ‬غير صحي،‮ ‬وهناك جهاز راديو ببطارية هو الصلة الوحيدة بالعالم الخارجي‮.‬
أورويل هو شخص دمث وديع،‮ ‬من ذلك النوع الساذج من الناس،‮ ‬كل ما اصطحبه معه سرير مخيمات،‮ ‬ومائدة،‮ ‬وكرسيان،‮ ‬وقليل من الأواني والمقلايات،‮ ‬كان وجوده في حد ذاته شيئاً‮ ‬مختلفاً‮ ‬إلا أنه وفر الظروف التي‮ ‬يحب العمل بها،‮ ‬يذكره الناس مثل شبح‮  ‬في ضباب،‮ ‬وشخص ذو معطف من المشمع‮.‬
 
يعرفه السكان المحليون بإسمه الحقيقي‮" ‬إيريك بلير‮"‬،‮ ‬ويصفونه بأنه طويل القامة،‮ ‬شديد الشحوب،‮ ‬يشعرك بالقلق من عدم قدرته الاعتماد علي نفسه،‮ ‬وكان الحل،‮ ‬حين انضم اليه الطفل ريتشارد ومربيته،‮ ‬أن تلحق به أخته‮ "‬إفريل‮" ‬لرعايته،‮ ‬يتذكر ريتشارد بلير أن والده لم‮ ‬يكن ليفعل شيئا لولا إفريل،‮ ‬فقد كانت طاهية ماهرة،‮ ‬عملية جداً،‮ ‬بذلت قصاري جهدها للعمل علي راحته‮.‬
 
‮ ‬وبمجرد استقرار الأمور شرع أورويل في الكتابة،‮ ‬وقرب نهاية شهر مايو‮ ‬1947‮  ‬قال لناشره فريد واربورج‮:" ‬أعتقد أنني انتهيت مما‮ ‬يقرب من ثلث مسودة الكتاب،‮ ‬وهو ليس القدر الذي كنت آمله بحلول ذلك الوقت،‮ ‬نظرا لحالتي الصحية البائسة منذ‮  ‬يناير‮ "‬صدري كالعادة‮" ‬انني لم أتخلص من ذلك تماما‮".‬
 
واضعا في اعتباره نفاد صبر الناشر في الحصول علي رواية جديدة،‮ ‬أضاف‮: "‬المسودة بالطبع دائما ما تكون في حالة من الفوضي المروعة،‮ ‬مما‮ ‬يكون له علاقة بالنتيجة النهائية‮"‬،‮ ‬وتوقع الإنتهاء من مسودة كاملة بحلول أكتوبر،‮ ‬بعد ذلك،‮ ‬قال إنه‮ ‬يحتاج لستة أشهر جديدة لتنقيحها كي تصبح صالحة للنشر،‮ ‬لكن في حالتها الحالية،‮ ‬تصبح كارثة‮.‬
 
جزء من متعة الحياة في جورا،‮ ‬كان‮ ‬يكمن في إتاحة الفرصة لأورويل للاستمتاع بالمرح مع ابنه الصغير في الهواء الطلق،‮ ‬واصطحابه للصيد،‮ ‬واستكشاف الجزيرة،‮ ‬والتسكع‮  ‬بالسير متعرجا بين القوارب في شهر أغسطس خلال فترة الطقس الصيفي الجميل،‮ ‬أورويل،‮ ‬وإفريل،‮ ‬وريتشارد وبعض الأصدقاء‮. ‬لكن في إحدي المرات كانوا عائدين من رحلة ساحلية في قارب صغير بموتور،‮ ‬وكادوا‮ ‬يلاقون حتفهم‮ ‬غرقا داخل دوامة مشئومة‮. ‬يتذكر‮  ‬ريتشارد بلير أن الجو كان شديد البرودة وسط المياه شبه المتجمدة،‮ ‬بينما انتابت أورويل نوبة من السعال المستمر لم تحتملها رئتاه،‮ ‬مما أشعر أصدقاءه بالقلق،‮ ‬وخلال شهرين كان قد تمكن منه المرض،‮ ‬وذهبت تقديراته لأستور بخصوص موعد تسليمه الكتاب أدراج الرياح،‮ ‬فتهرب منه،‮ ‬مع ردود مقتضبة،‮ ‬وصلت لحد اللامبالاة،‮ ‬مع استمرار الصراع الطويل للانتهاء من الرواية التي سمّاها بشكل مؤقت‮ "‬آخر رجل في أوروبا‮"‬،‮ ‬وفي أواخر أكتوبر‮ ‬1947‮ ‬ومع تدهور صحته أدرك أورويل أن روايته لازالت‮: "‬في حالة من الفوضي‮  ‬العارمة،‮ ‬وحوالي ثلثيها‮ ‬يحتاج لإعادة صياغة بالكامل‮". ‬كان وقتها‮ ‬يعمل بوتيرة محمومة،‮ ‬ولا‮ ‬يزال زواره حتي الآن‮ ‬يستدعون سماع دقات آلته الكاتبة منبعثا من حجرة نومه بالدور العلوي‮. ‬خلال الفترة من إبريل إلي نوفمبر زاد تدهور حالته إلي أن وصلت إلي حد الانهيار بإصابته بالإلتهاب الرئوي مما استدعي ملازمته الفراش،‮ ‬وقبل الكريسماس مباشرة،‮ ‬وفي خطاب أرسله لي زميله في‮ "‬الأوبزرفر‮"‬،‮ ‬زف اليه خبرا لعينا،‮ ‬بتشخيص إصابته بالدرن،‮ ‬وبعد بضعة أيام كتب لأستور من مستشفي هير ماير بمقاطعة لانكشير معترفاً‮  ‬بالمرض القاتل الذي أصيب به خلال حادث الدوامة قائلا‮: " ‬قررت كالأحمق ألا أذهب للطبيب،‮ ‬كنت أرغب في الاستمرار في الكتابة‮".‬
 
لم‮ ‬يكن هناك علاج للدرن في عام‮ ‬1947،‮ ‬سوي توصية الأطباء بالتعرض للهواء النقي والالتزام بنظام‮ ‬غذائي معين،‮ ‬إلي أن ظهر دواء تجريبي في الأسواق‮ ‬يدعي الستربتومايسين،‮ ‬وعلي الفور أتم أستور إجراءات شحنه من أمريكا إلي مقر إقامة أورويل‮. ‬ويعتقد ريتشارد بلير أن والده قد تعاطي جرعة زائدة من الدواء الجديد الأعجوبة،‮ ‬لذا كانت آثاره الجانبية مروعة،‮ ‬قرحة في الحلق،‮ ‬بثور في الفم،‮ ‬سقوط الشعر،‮ ‬تقشير الجلد،‮ ‬وتفكك أوصال القدمين واليدين،‮ ‬لكن في مارس‮ ‬1948‮ ‬وبعد ثلاثة شهور من العلاج المكثف اختفت أعراض الدرن،‮ ‬وكان أورويل قد بعث لناشره قائلا‮: "‬انه في كل مكان الآن،‮ ‬فمن الواضح أن مفعول الدواء لم‮ ‬يجد نفعاً‮. ‬الأمر‮ ‬يشبه إغراق سفينة للتخلص من الفئران،‮ ‬لكن قد‮ ‬يستحق الأمر كل هذا العناء‮".‬
 
وبينما كان‮ ‬يستعد لمغادرة المستشفي تلقي أورويل رسالة من ناشره،‮ ‬كانت بمثابة آخر مسمار في النعش،‮ ‬كتب فيها الناشر‮:" ‬هناك شيء بالغ‮ ‬الأهمية،‮ ‬موعد الإنتهاء من الرواية من وجهة نظرك الأدبية الصرفة،‮ ‬يختلف عن الواقع الذي‮ ‬يستدعي التبكير إن أمكن‮". ‬كان كل ما‮ ‬يحتاجه هو فترة نقاهة،‮ ‬إلا أنه عاد إلي بارنهيل مستغرقا في تنقيح مسودته واعدا رابورج بتسليمها في أوائل ديسمبر،‮ ‬وأنه سيضطر للتعامل مع‮ "‬طقس قذر‮" ‬خلال خريف جورا،‮ ‬وفي بداية أكتوبر تعهد لأستور قائلا‮: "‬لقد اعتدت الكتابة في الفراش،‮ ‬وأعتقد أنني أصبحت أفضلها،‮ ‬بالرغم من أن الدق علي الآلة الكاتبة في الفراش‮ ‬يبدو‮ ‬غير ملائم،‮ ‬إلا أنني أتقدم بصعوبة في تلك المرحلة الأخيرة مع ذلك الكتاب اللعين الذي‮ ‬يدور حول أمور‮  ‬محتملة إذا لم تكن الحرب النووية قاطعة‮"‬،‮ ‬وكانت تلك الجملة واحدة من أندر ملاحظات أورويل حول رواية لم‮ ‬ينته من كتابتها،‮ ‬حيث‮ ‬يعتقد مثل كثير من الأدباء أن مناقشة عمل أدبي أثناء كتابته‮ ‬يجلب سوء الحظ،‮ ‬وفي وقت لاحق،‮ ‬ولأجل خاطر أنتوني باول وصف الرواية بأنها‮" ‬يوتوبيا مكتوبة علي شكل رواية‮".‬
 
‮ ‬بعدها أصبح تنقيح نسخة منصفة لرواية‮ "‬آخر رجل في أوروبا‮" ‬له بُعد آخر في معركة أورويل للانتهاء من كتابه،‮ ‬وكلما زاد في تنقيح النسخة‮ "‬السيئة بشكل لا‮ ‬يصدق‮" ‬أصبحت الوثيقة الوحيدة التي‮ ‬يمكن قراءتها وتفسيرها،‮ ‬كانت كما قال لوكيله‮: "‬مفرطة في الطول،‮ ‬بلغت‮ ‬125‮ ‬ألف كلمة‮"‬،‮ ‬وبصراحة منقطعة النظير فقد قال‮ :"‬لم أكن راضيا عن الكتاب،‮ ‬إلا أنني لم أكن‮ ‬غاية في الإستياء منه‮. ‬أعتقد أن فكرته جيدة،‮ ‬لكن تنفيذها كان‮ ‬يمكن أن‮ ‬يصبح أفضل لو لم أكتبه تحت وطأة إصابتي بالدرن‮".‬
 
وصلت النسخة المنقحة كما وعد ناشره واربورج في منتصف ديسمبر،‮ ‬الذي وصفها بأكثر الكتب التي‮  ‬قرأها في حياته رعباً،‮ ‬وأضاف‮: "‬إذا لم‮ ‬يتمكن من بيع بين‮ ‬15‮ ‬وعشرين الف نسخة علينا إطلاق النار علي أنفسنا‮"‬،‮ ‬وبحلول الربيع‮  ‬عادت صحة أورويل إلي التدهور وأصبح هناك دم في البصاق،‮ ‬وبالرغم من شعوره بالألم المروع معظم الوقت إلا أنه كان قادرا علي إقحام نفسه داخل طقوس ما قبل نشر الرواية،‮ ‬وحتي السخرية من مرضه مقترحا علي ناشره أن في إمكانه استبدال النبذة المكتوبة عنه علي ظهر الكتاب بكتابة نعيه‮.‬
 
تم نشر الكتاب في‮ ‬يونيو‮ ‬1949‮ ‬وبعدها بخمسة أيام في أمريكا،‮ ‬حتي أن تشرشل صرح لطبيبه أنه أعاد قراءتها مرتين،‮ ‬وبالرغم من تدهور صحه أورويل إلا أنه تزوج من سونيا برونويل في أكتوبر‮ ‬1949‮ ‬بغرفته بالمستشفي الجامعي،‮ ‬وكان أستور أشبينه،‮ ‬في لحظة عابرة من السعادة،‮ ‬وفي‮ ‬21‮ ‬يناير توفي وحيدا بالمستشفي اثر إصابته بنزيف حاد،‮ ‬وعلمت شقيقته إفريل و إبنه خبر وفاته من الراديو المزود ببطارية‮ ‬والموجود في بارنهيل حيث كانا لايزالان هناك‮. ‬في‮ ‬غضون ذلك ارتفع دخل‮ " ‬استور‮" ‬وأصبح لأسرته عقار في جزيرة اسكتلندية نائية‮ "‬جورا‮" ‬بالإضافة لمنزل آخر‮ ‬يقع‮ 

h
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرواية التي قتلت جورج اورويل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دراسة في رواية1984 لجورج اورويل
» مثل وحكاية:القشة التي قصمت ظهر البعير
» من اروع الحكم التي قالها شيكسبير
» أغرب الأرقام القياسية التي تم تسجيلها هذا العام في موسوعة جينيس العالمية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الغيمة البيضاء :: منتدى الثقافة-
انتقل الى: