و أعلمُ علمَ اليومِ و الأمسِ قبلَهُ *** و لكنَّني عن علمِ ما في غدٍ عَمِ
و من لا يصانعْ في أُمورٍ كثيرةٍ *** يُضَرَّسْ بأنيابٍ و يوطأْ بمَنسِمِ
و من يكُ ذا فضلٍ فيبخلْ بفضلِهِ *** على قومِهِ يستغنَ عنهُ و يُذمَمِ
و من يجعلِ المعروفَ من دونِ عرضِهِ *** يفرْهُ و من لا يتَّقِ الشتمَ يُشتَمِ
و من لا يزدْ عن حوضِهِ بنفسِهِ *** يهدمْ، و من يخالقِ الناسَ يعلمِ
و من هابَ أسبابَ المنيَّةِ يلقَها *** و إن يرقَ أسبابَ السماءِ بسلَّمِ
و من يوفِ لا يُذمَمْ، و من يُفضِ قلبُهُ *** إلى مطمئنِّ البِرِّ لا يتجمجمِ
و من يغتربْ يحسِبْ عدوّاً صديقَهُ *** و من لا يكرِّمْ نفسَهُ لا يُكَرَّمِ
و مهما تكنْ عندَ امرئٍ من خليقةٍ *** و إن خالَها تخفى على الناسِ تُعلَمِ
و من يزلْ حاملاً على الناسِ نفسَهُ *** و لا يُغنِها يوماً منَ الدهرِ يُسأَمِ
~
~ زهير بن أبي سلمى ~