عدد المساهمات : 1784 تاريخ التسجيل : 23/05/2012 العمر : 33 الموقع : البصرة
موضوع: الحكاية الشعبية منجم لادب الطفل الأحد يناير 19, 2014 8:38 am
الحكاية الشعبية منجم لأدب الطفل شعوب الأرض مهما اختلفت لغاتهم وثقافاتهم وأعراقهم يشتركون في محبة الحكاية الشعبية ، لأنها كما شرحها المعجم العربي (مروية حاكها الخيال ثم توارثتها الأجيال ) ، وعرّفها المعجم الألماني على أنها (الخبر الذي يتصل بحدث قديم ينتقل شفوياً من جيل لآخر ) ، والإنجليز يصفونها ( بالحكاية الحقيقية القابلة للتطور مع تغير العصر وأسلوب راويها ) . وكلما كانت الحكاية زاخرة بالإثارة والخوارق البطولية ، زاهرة بالعجائب المدهشة ، ومروية بأسلوب تشويقي ؛ كلما ازداد تعلق الشعوب بها وتورثيها جيلاً بعد جيل . وغالباً ما تتصل الحكاية الشعبية بالأحداث التاريخية العظيمة ، وبالحروب ، والأبطال ، وأحياناً بالعالم السفلي أو الحيوانات أو ما شابه . التراث العربي حافل بالحكايات والمرويات الشعبية ذات الدلالات الهادفة والمفيدة للطفل العربي والعالمي ، هذه الحكايات تغافل عنها المهتمون بأدب الطفل في الوطن العربي ، وأصبح تركيزهم على أدبيات مستوردة من التراث الأجنبي ، لا تمت لثقافتنا بصلة ، مثل ( ميكي ماوس ) ( وأليس في بلاد العجائب ) وغيرها ، وربما نعزو ذلك لحالة الخمول التي قوضت عزيمة الباحثين ، وأوهنت فضيلة النبش في ما تختلجه صدور وذاكرة جداتنا وأجدادنا من حكايات سمعوها من آبائهم وأجدادهم ، تلك الكنوز لو أمكن استخراجها وأعيد صياغتها وسردها ، ومن ثم عرضت بشكل أدبي وفني لاسترجعنا بعضاً من وهج الأدب العربي بعمومه وأدب الطفل بشكل خاص ، فلم يزل العالم الغربي يستقرئ ويلذ بأدبيات أجدادنا الشعبية إلي اليوم ، ولا زال الطفل الغربي يجد المتعة في قراءة ( علاء الدين ) و ( السندباد ) و ( وعلي بابا ) وغيرها من قصص التراث العربي . أخيراً .. الحكاية الشعبية المسكوبة في قالب الخُلق الحميد ، المنضبط بضابط الأدب الرفيع ؛ لها انعكاساتها المثمرة على الناشئة لا سيما في الشأن التربوي ، ولا أبالغ إن قلت بأنها ذات تأثير أبلغ من بعض المؤسسات التربوية المتخصصة ، أقول ذلك رغم تجليات النمط الخيالي فيها على حساب الواقعية المجردة ، وأقولها رغم الحضور الطاغي لخوارق الممكن والمعقول . فالمتلقي – خاصة الصغير – يتجاهل خروقات القصة الشعبية وتجاوزاتها المنطقية حينما يلمس فيها عقلانية الغاية ونبل ما ترنو له تلك المبالغات والمعجزات ، ولا أكثر عقلانية من انتصار قيم الخير والحب والعطاء على أنانية الذات وحمأة الطمع وأذية الآخرين ، و يتجلى ذلك في انفعالات الطفل العاطفية تجاه أبطال الحكاية ، وميله العفوي لنُصرة المظلوم وإن كان حشرة ، والأخذ على يد الظالم ولو بلغ ضخامة سمك القرش ، يندفع بكل حواسه مع نشوة الانتصار ، وتجتاحه موجة الهزيمة والانكسار، حسب مسارات ومعطيات القصة، كما لو كان حاضراً متجسداً لإحدى شخصياتها .