قال الصحافي السوري المنشق
عن المكتب الإعلامي في القصر الرئاسي في سوريا، عبد الله العمر، إن «الرئيس
السوري بشار الأسد بات منذ ستة أو سبعة أشهر قلقا جدا ولا ينام سوى ساعة
واحدة أو ساعتين»، مؤكدا وجود معطيات بحوزته عن أن كبار المسؤولين السوريين
وعائلاتهم يستعدون لمغادرة سوريا إلى روسيا خلال 60 يوما.
وكشف،
خلال مقابلة أجرتها معه قناة «سوريا الشعب» الداعمة للثورة السورية، عبر
موقع «سكايب»، حيث ظهر وخلفه علم الثورة السورية، أن «300 عائلة من عائلات
جزاري وسفاحي المخابرات السورية بدأوا في الرحيل عن سوريا»، متوقعا أن تكون
الأيام المقبلة «صعبة على سوريا، لأن الأسد سيبيد الكثير من الناس»، قبل
أن «ترحل الغواصات والسفن الروسية من شواطئ طرطوس، وسيكون على متنها من لم
يغادر بالمروحيات».
وذكر
العمر، الذي شكل انشقاقه ومغادرته سوريا مفاجأة، باعتبار أنه من العاملين
في المكتب الرئاسي الإعلامي والذي غالبا ما يتم اختيار أعضائه بدقة، أن
الأسد «يتلقى تقارير يوميا من كل أنحاء العالم من خلال السفارات السورية
والمخابرات العاملة فيها، تتضمن معلومات عمن انشق ومن سافر وكل ما يتعلق
بأخبار سوريا». وأشار إلى أن الأسد كان يجلس أمام 16 قناة فضائية ويستمع
إلى كل واحدة منها من خلال تحكمه بجهاز الريموت كونترول، فيما كانت القنوات
السورية الرسمية والقنوات الداعمة للنظام في أسفل الشاشة. كما كان ينظر من
نافذته إلى العاصمة دمشق كلما يكون منزعجا وغاضبا. (نواف الفارس.. أول
سفير سوري منشق)
وتحدث
العمر عن تقارير تتعلق بالمنشقين تصل للأسد فور إعلان انشقاقهم، وتتضمن
«معلومات عنهم وعن المناطق التي يخدمون فيها ومن أين يتحدرون، ليحاك بعدها
التضليل الإعلامي ويلبسوا التهم»، لافتا إلى أن «هذه الفبركات تتم بالتنسيق
مع المكتب الإعلامي». وقال إن «من يقود الإعلام في سوريا هو المكتب
الصحافي في القصر الجمهوري وليس وزارة الإعلام التي لا تفعل شيئا إلا
بموافقة المكتب الصحافي»، مشيرا إلى أن «تصوير التفجيرات بعد وقوعها كان
يرتب داخل القصر الجمهوري، وكذلك الأمر بالنسبة لاستهداف الفضائية السورية
واختراق موقع وكالة (سانا)، وشراء أصوات للخروج على الفضائيات مقابل مكافآت
تصرف لهم». وأوضح أن كل اللقاءات والمقابلات المصورة التي يظهر فيها الأسد
كانت عملية المونتاج الخاصة بها تتم داخل القصر ويتم تسليم الشريط جاهزا
إلى المحطة. (مصدر عسكرى "منشق": هناك مصريون يقاتلون ضد نظام الأسد فى
سوريا)
من جهة
أخرى، قال العمر إن الأسد هو من كان يتولى إعطاء الأوامر بقصف منطقة ما
عندما يشاهد الأخبار عن اقتحام فيها قامت به كتيبة من الثوار أو بعد مقتل
عدد من جنوده، مؤكدا أنه كان «ينزعج كثيرا عند انشقاق ضباط علويين». (عقيد
سوري منشق: العنف ضد المدنيين دفع العديد من الجنود للانشقاق)
وأورد
العمر معطيات كثيرة على غرار وجود عناصر إيرانية ومن حزب الله بين مرافقي
الأسد ومن يتولون حراسة قصره، إضافة إلى قناصة ينتشرون على سطح القصر، وهم
يشاهدون دمشق بالمناظير. واتهم الأسد بقتل شخصيات سورية ولبنانية عدة،
بينهم رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ونواب لبنانيون. كما تحدث عن شجار
بين الأسد وشقيقته بشرى بعد مقتل زوجها آصف شوكت في تفجير مبنى الأمن
القومي، مؤكدا أن «كل من يدخل إلى مكتب الأسد يجب ألا يحمل سلاحا، حتى ماهر
الأسد وآصف شوكت كانا يخضعان لتفتيش من قبل ضباط القصر الجمهوري». وأشار
إلى تفتيش دقيق يخضع له كذلك موظفو القصر الذين يدخلون بعد نزع أحذيتهم
وجواربهم ويمرون في أجهزة مراقبة. (الأردن يفرج عن ضابط سوري منشق)
تجدر
الإشارة إلى أن العمر قد أشار في مستهل مقابلته إلى أنه قام بتأمين خروج
عائلته عبر كتائب تابعة للجيش الحر ولواء شهداء الأتارب. (جنرال سوري منشق:
آلة الأسد العسكرية توشك على الانهيار التام)